في تقديرنا أن دور العرب في إفريقيا ينبغي أن يحتل مكاناً رئيسياً في التاريخ الإفريقي، ويحدونا إلى ذلك أسباب عديدة من بينها ارتباط مصائر العالم العربي بالقارة الإفريقية في عصور مختلفة من التاريخ، وامتزاج الحضارة العربية الإسلامية بالحضارات المتعددة للشعوب الإفريقية مما جعل العالم العربي والإفريقي بحكم التخوم الجغرافية المشتركة وسرعة الاندماج بين شعوبهما وتاريخهما الحافل بالكفاح المشترك أقرب إلى التضامن والتفاهم.

ومن ثم كان اهتمامنا في هذه الدراسة بتحديد المعالم الرئيسية للأصول التاريخية للعلاقات العربية الإفريقية في محاولة لإجلاء بعض جوانبها والعمل على تقويمها وذلك على الأقل بمقارنتها بعلاقات أوروبا بالقارة الإفريقية، ومما لاشك فيه أن مجرد إلقاء نظرة واعية على العلاقات العربية الإفريقية وعلاقات القارة الإفريقية بأوروبا منذ بدء حركة الاستعمار الأوروبي يمكن أن توضح لنا بجلاء المعالم الرئيسية لطبيعة تلك العلاقات ومدى الفرق الشاسع بينهما، وسوف يتضح لنا من فصول ذلك الكتاب مدى الازدهار الذي اتسم به تاريخ العرب في إفريقيا وما اقترن به تاريخ العلاقات الإفريقية بالدول الاستعمارية بالاستنزاف المادي والبشرى لمقدرات القارة الإفريقية وشعوبها.

أما عن خطة الدراسة فقد جاءت في ثمانية فصول وخاتمة كالتالي:-
الفصل الأول: إفريقيا في المصنفات العربية، الفصل الثاني: العرب في شرق إفريقيا حتى تأسيس سلطنة ونجبار، الفصل الثالث: التوغل العربي في الممالك المسيحية في الحبشة والنوبة، الفصل الرابع: العرب وممالك السودان الغربي، الفصل الخامس: مسألة الرق وتجارة الرقيق في إفريقيا، الفصل السادس: سلطنة زنجبار وامتدادها إلى الكونغو وهضبة البحيرات الاستوائية، الفصل السابع: دور مصر الحضاري في إفريقيا في القرن التاسع عشر، الفصل الثامن: التوغل العربي في الصحراء الكبرى.