يتناول هذا الكتاب موضوعات متفرقة ولكنها تعمل مجتمعة بشكل أو آخر على إلقاء الضوء على الكثير من خصائص السلوك من حيث دوافعه ومكوناته والأساليب الصحيحة لفهمه والتعامل معه.

ففي الفصل الأول منه تم تناول الذكاء العاطفي ووسائل ضبط العاطفة إضافة إلى أهميتها وضرورتها لتوجيه السلوك البشري والتأثير فيه. كما تم بعد ذلك تناول مفهوم الذكاء المتعارف عليه وعلاقته بالذكاء العاطفي، وجعل من مصلحة الفرد أن تتوقف عواطفه عن العمل، وجعل السلوك البشري وليد العاطفة وخاضع لسيطرتها؟

وقد تمت الإجابة على كل هذه التساؤلات بكل وضوح وموضوعية وبشكل قريب من منطق الأمور وطبيعتها. بعد ذلك تناول الكتاب موضوعاً هاماً يتلخص في محاولة الإنسان أن يفهم ذاته وتأثير القلق وثورات الغضب على ذلك، وإكمالاً لصورة فهم الإنسان لذاته فقد تناول الكتاب مبادئ الذكاء الاجتماعي والعلاقة بين الزوجين وعلاقة العقل بالجسد وسُبل امتلاك العواطف السلمية وطرق تجنب اليأس والاكتئاب وبالتالي طرق تدريس العواطف وإكساب الأفراد الثقافة العاطفية المطلوبة.

والكتاب جاء بلغة سهلة وميسورة أضفت على تنوع موضوعاته قالباً محبباً للنفس وهو يفيد الشخص العادي في تطوير نظام حياته واكتساب الأسس السليمة في النظرة إلى واقع الأمور من حوله. كما أنه يفيد المرشد النفسي في المدرسة ويضعه أمام أحد مسؤولياته الرئيسية وهي كيفية تهذيب عواطف التلاميذ في مدربته، وضرورة إكسابهم الثقافة العاطفية المطلوبة.

كما أنه يفيد الأب والأم في البيت حيث إنهما المسئولان عن تربية أبنائهما وإكسابهم السلوك السوي في الداخل والخارج، على حد سواء.