وصف الكتاب
يبدو الذكاء من وجهة النظر البيولوجية، كأنه أحد نشاطات الكائن العضوي، من حيث الأشياء التي يتكيف معها تشكل قطاعاً مميزاً داخل البيئة المحيطة. وبقدر ما تحقق المعلومات التي يعدها الذكاء توازناً أفضل، يشكل تعبيراً حتمياً عن التبادلات الحركية-الحسية والتصويرية، عند امتداد المسافات المكانية الزمانية، فالذكاء يحتوي التفكير العلمي. بحدّ ذاته، بما فيه المعرفة البيولوجية فيصبح من الطبيعي إذن أن تندرج نظريات الذكاء السيكولوجية بين النظريات التكيف البيولوجية، ونظريات المعرفة العامة.
يأتي هذا الكتاب في هذا الإطار، حيث قسمه المؤلف إلى أقسام ثلاثة",: حدد في الأول طبيعة الذكاء ضمن فصول جاءت معنونة على الشكل التالي: الذكاء والتكيف البيولوجي، سيكولوجيا الفكر والطبيعة السيكولوجية للعمليات المنطقية، أما في القسم الثاني فقد عني بإظهار فعل الذكاء، القائم بشكل أساسي على تجميع العمليات بحسب البنيات المحددة، من خلال فتحص الفكر. أما عناوين فصول هذا القسم فجاءت كما يلي: الذكاء والإدراك الحسي، العادات والذكاء الحركي-الحسي. أما في القسم الثالث فقد خصصه الباحث للحديث عن نمو الفكر وذلك ضمن فصلين عنونا على الشكل التالي: الإعداد الفكري الحدسي والعمليات الذهنية، العوامل الاجتماعية للنمو الفكري.
يعرض هذا الكتاب ما نسميه ",سيكولوجيا الذكاء", الذي يغطي نصف حقل السيكولوجيا، ويعمل على تلخيص وجهة نظر معينة تتعلق بما يسمى بالعمليات واضعة إياها في موضعها ضمن وجهات النظر الثابتة وبقدر كبير من الموضوعية. فهو يبحث في تمييز دور الذكاء مع مراعاته أساليب التكيف عامة، ويظهر فعله القائم بشكل أساسي على تجميع العمليات وفق بعض البنيات المحددة من خلال تفحص سيكولوجيا الفكر. وإذا تصورنا الذكاء كنوع من التوازن تسعى إليه كافة العمليات الإدراكية، فهو يطرح مسألة علاقاته بالإدراك وبالعادة، مما يثير مسائل تتعلق بتطوره وبطابعه الاجتماعي...