ملخص رواية
(ألعاب شريرة يلعبها الطيبون) ..... أشرف سمير عدلى

تدور أحداث الرواية، في إطار سبع ليالي، هي المقدمات الرمزية في كل فصل من الفصول السبعة للرواية. حيث يبدأ كل فصل، بسرد أحداث رمزية لحلم يعيشه البطل وهو مستغرق في نومه في كل ليلة من الليالي السبع.
وتجهز هذه الرموز للأفكار والرسالة التي تقدمها فصول الرواية للقارئ، من خلال أحداث يومية تكشف طبيعة الشخصيات وجوانبها الخفية لتقدم نماذج بشرية تعيش بيننا وتزاحمنا في شوارع المدينة أو حتى في شوارع القرية، في كل ساعة من ساعات اليوم..... r>,فؤاد درويش.. تجاوز الأربعين، يعمل فؤاد مدرب تنمية بشرية، ويتعامل مع الحياة على أنها لعبة، يضع لها القواعد، ويحرك الأخرين ليدخلوا لعبته. وألعابه مصممة بحيث يكون فؤاد هو من يكسب دائما.
أنها فلسفة خاصة، تضرب جذورها في عقل فؤاد، فلسفة اللحظة، هذه الفلسفة التي تجعله يعيش الحياة مثل لحظة.. لحظة يولد عند بدايتها ويموت على أطرافها الأخيرة، - جملة يرددها كثيرا-. ويحاول دائما إقناع من يتعاملون معه بهذه الفلسفة التي أعتنقها منذ سنوات شبابه الأولى، وعندما يقتنعون ويشاركونه لحظاته، على طريقته الخاصة، تجده يزهو بنفسه كالمنتصرين، أو كمبرمج بارع حصد الجوائز عن لعبته التي صممها بعناية فائقة واهتم بكل تفاصيله وحدد شكل نهايتها ليبقى هو من يفوز في كل مراحلها.
فؤاد متزوج من مها نصار، وهي الزوجة الثانية له، بعد أن أنفصل عن زوجته الأولى السيدة ناريمان. الدكتورة مها تنجح فى إدخال فؤاد في لعبة من تصميمها هي، من أجل إعادته إلى عاداته الأولى وطبيعته التي كان عليها ايام زواجهما الأولى، والتي من أجلها تزوجته، ولكن لعبتها تنتهي بأن خسرت كل شيء، وذلك بعد أن اكتشف فؤاد حقيقة ذاتها الشريرة، التي لا تمانع في تدمير أنسان من أجل أن تكسب لعبتها.

فؤاد درويش، مصاب باضطراب بسيط في الوعي، نتج عنه حالة Diso r iented fo r persons وهي حالة نسيان مؤقت للأشخاص وعدم أدراك لحقيقة العلاقة التي تربطهم به.
كان فؤاد في البداية، يستمتع بأن يضع زوجته السيدة مها نصار، داخل لعبة، فقد كانت لعبته معها أن يوهمها بأنه ينسى .. ينسى من هي أو من تكون بالنسبة له؟، وبمرور الوقت تنقلب لعبته التى كان يخدع بها زوجته إلى حقيقة، ويصبح -فعلا- مصابا باضطراب، يجعله يدخل في حالة النسيان مؤقت.
زاد على ذلك أن فؤاد درويش كان قد فقد قدرته على الاستمتاع بالحياة وذلك قد عرَّض زواجه الثاني من مها نصار دكتورة التنمية البشرية، للفشل. فقررت هي أن تلعب بنفس طريقته وتصمم لعبتها، ولكنها تخسر فى النهاية.
تتطور حالة فؤاد وتدخل فى حالة تسمى Confabulation وهي حالة تجعل من يصاب بها، يتخيل أشياء لم تحدث ويملئ بها الجزء الناقص من الذاكرة، ونظرا لاضطراب الوعي لديه، فأنه يفرض هذه الاشياء المتخيلة على الواقع المادى، ويصدق أنها جزء منه.
تستغل مها نصار الزوجة، هذه الحالة المرضية لفؤاد، وتضع أمامه الأنسة علا- الفتاة الجميلة- في لعبة كل غرضها ضخ كميات معقولة من الرغبة في عروقه الباردة. وتستمر اللعبة لفترة حددتها (مها) بعناية ثم رسمت خططتها، لسحب (علا) من حياة زوجها فؤاد، في الوقت المناسب، حيث عاد إلى فؤاد شغفه بالحياة ودفعة كافية من الرغبات الجاهزة على إشعال الحروب المشروعة من أجل البقاء، هذه الرغبات التي بالطبع سوف يجعلها في خدمة زوجته، الدكتورة مها نصار المقتدرة والقادرة على صناعة تغييرا ما في صالح خططها الغير بريئة دائما.

كانت (مها) قبل زواجها من فؤاد درويش، متزوجة من رجل آخر.. فى هذا الوقت قرر فؤاد أن يلعب لعبته ويداعب أشواق (مها) وهي لازالت زوجة لرجل آخر.. كان يعرف أنها تبحث عن العواطف والرغبة المتأججة، وقد كسب اللعبة، وأحبته مها وعاشت معه لحظات متقدة العاطفة وهي ما زالت متزوجة من صديقه محسن.. وبعد فترة ولأسباب لم يكن هو فاعلها طُلقتْ مها وتزوجها هو. ثم بعد فترة من زواجه بها أصبحت مها جزءا مقطوعا من لحم هذا الوجه الجاد للحياة الذي لا يروق له، وبعد أن كانت مها غنيمته من لعبته مع وجه الحياة الذي يمنحه المتعة. قرر فؤاد أن يخسرها في لعبة جديدة من تصميمه، لأنه تعامل معها مثلما تعامل بجماليون فى أسطورة (تحفة جماليون) مع تمثال المرأة الجميلة الذي قام بنحته.. حين حوَّل تمثاله إلى أمرة دبت فيها الحياة وحين فقدت جمالها وعاشت كأمرأة عادية تمارس الحياة الجادة، حوَّلها مرة أخرى إلى تمثال، وفى النهاية حطَّم تمثاله وفقدها إلى الأبد.. ولكن مها التى أحبته، قررت أن تكسبه بلعبة من تصميمها. لكنها خسرت في النهاية.
ولأن مها وفؤاد كانا صديقين قبل زواجهما، فهى تعرف عنه كل شيء.. تعرف أنه يمارس ألعاب الحياة ويستمد استمتاعه من ألعابه المصممة لكي يستمر هو الفائز. فتقرر مها أن تلعب معه لعبة من أجل الحفاظ على زواجهما الذي أصبح مهددا بالطلاق، بعد أن استحالت الحياة بينهما بسبب إهمالها لرغباته وعدم تقديرها له، واهتمامها الأناني بذاتها التي جعلتها مركزا تدور في مداراتها كل الأشياء. فتدفع فى طريقه، بفتاة جميلة هى علا خالد هذه المرأة الجميلة التى ساعدتها لتعمل كمساعد فى عيادة الدكتور سامح الطبيب النفسى صديقها وصديق فؤاد.. وتعتمد مها على حالة فؤاد المرضية، لتحرك أطراف اللعبة وتتحكم في بدايتها وفى المراحل المختلفة للعبة وتقرر متى سوف تتوقف. وكان الدافع عند مها هو رغبتها فى إعادة رغبة الحياة إلى أوردة زوجها، فيعود إليها نادما ويقبل بالحياة معها كما تريد، تعويضا وآسفاً على خيانته لها، ويطرد علا من حياته، وبهذا تنجح مها فى لعبتها التى فرضت قيودها على علا وفؤاد.
تدخل (علا خالد) حياة فؤاد ضمن أطار اللعبة التى رسمتها مها زوجة فؤاد دون أن يفكر ولو للحظة أن مها تستخدم نفس طريقته وترى الحياة بوجهها القبيح، وتتعامل معها كما يحب أن يتعامل هو، هذا الوجه الذي تبدو فيه الحياة مجموعة من الألعاب التي نكسبها مرة ونخسرها مرة.

كان هدف (مها) مساعدة زوجها ليستعيد طاقة الحياة التى فقدها؛ تلك الطاقة الموجودة داخلنا وتتمثل فى الرغبة التي انطفأت بروح زوجها فكادت تؤدى بحياته. وهكذا بدأت مها لعبتها وهي تمتلك زمام اللعبة وتثق في أنها هى التى ستقرر النهاية وفى الوقت الذي تحدده، هي سوف تحدد متى تخرج علا من اللعبة وتترك لها زوجها فؤاد وقد عادت له الحياة كما كانت، ملتهبة تدور على رغبات تشعلها هى له، كأمرأة مختبرة لفنون الحياة.

كانت مها تعرف عن فؤاد كل أسرار شخصيته، لذلك بنت على هذه الاسرار كل ثقتها فى إنهاء اللعبة مع علا في الوقت الذي تحدده، دون خسائر. لذا فقد قررت أن تبدأ اللعبة.. وهذا السر الذي تملكه هو أن فؤاد يعيش الحياة كلحظة قرر عن قصد أن يولد عند بدايتها ويموت على أطرافها الأخيرة، فهو يؤمن بأنه لا يملك الماضي الذي رحل ولا المستقبل الذي لم يأتى بعد، وأن الغد عندما يأتى ستكون اللعبة قد بدأت وأنتهت، ويصبح حاضر فؤاد ملكها هى وحدها وتصبح علا جزءا من الماضى، ولأن فؤاد لا يعيش الماضي الذي لا يملكه. فسوف تنتهي اللعبة ويموت أبطالها ويبقى لها زوجها بعد أن عادت له حياته بالطعم والنكهة التي تريد.
ولكن خيوط اللعبة تنفلت من يد مها حين تكتشف أن لعبتها تحولت الى قصة حب حقيقية بين فؤاد وعلا، فتقرر مها إنهاء اللعبة، وتطلب من علا أن تنسحب من هذه اللعبة. لكن علا ترفض وبعد إلحاح من مها وصل الى التهديد.. تستسلم علا. وتستكمل المرحلة الأخيرة فى اللعبة للخروج من حياة فؤاد وتحاول إيهامه بأنه لم يحدث بينهما أى من هذه المواقف التى يتوهمها فؤاد نتيجة لحالة مرضية هى Confabulate، تدعى المسامرة يقوم فيها المريض بملئ الفراغات التى يسببها النسيان بقصص وأحداث تتم فقط فى مخيلته هو، سواء عن نفسه أو عن العالم المحيط به وقد يقوم بتعديلات بسيطة لم تحدث على الأحداث التى يمر بها.
وقد انقلب السحر على الساحر، بعد أن كان فؤاد يمارس مع من حوله ألعاب الحياة ويرسم هو قواعدها، أصبح هو داخل لعبة مها زوجته، وأصبح فؤاد يتحرك بقوة إرادتها التى خططت وفرضت قواعد اللعبة.
يكتشف فؤاد لعبة زوجته، بمساعدة صديقه الدكتور النفسي الذي يعالج حالته.. ويختار أن يعيش حياته من جديد بعد أن أنهي علاقته الزوجية مع مها، وأنهى علاقته الجديدة مع علا، ويتقابل مع فتاة جديدة تؤسس لنهاية مفتوحة للرواية، وتمثل بداية جديدة لحياة فؤاد درويش الذي يصدق في فلسفة اللحظة، التي ترى أن الحياة لحظة نولد عند بدايتها ونموت على أطرافها الاخيرة. ثم تبدأ لحظة جديدة تتجدد معها الحياة.
أنتهت.
أشرف سمير عدلى