يتناول هذا الكتاب الذى بين يديك موضوعاً له أهمية الأكاديمية والتطبيقية... حيث أن عملية التنشئة الإجتماعية فى جوهرها عملية تعلم تجرى بين معلم ومتعلم هدفها المحافظة على التراث الحضارى للإنسان, ويواكب هذا الهدف هدف أخر ألا وهو المحافظة على إنسانية الفرد, ذلك بتحويل الفرد وهو المتعلم من كائن بيولوجى يسعى سعياً حثيثاً ومستمراً لإشباع حاجاته الغريزية دون إعتبار لقيم أو عادات أو تقاليد أو مثل عليا... ولا يكفه عن سعيه الدؤوب هذا وازع من ضمير أو وازع دينى أو وازع أخلاقى... إلى كائن إجتماعى يمتثل للقيم الدينية والأخلاقية... وللأعراف وللتقاليد... ويصبح ممتلكاً للضمير يخشى العقاب الدينى ويخشى العقاب الإجتماعى.