وصف الكتاب
لقد تأكد لعلماء النفس ما لدراسة زمن الرجع من أهمية نظرية وتطبيقية, فمن ناحية البحوث الأساسية أتضح أن دراسة مثل هذا الشكل البسيط من السلوك تؤدي إلي معلومات متنوعة وجوهرية, ومن الممكن كذلك أن ندرس بوساطته موضوعات أساسية مثل: الدافعية والإرادة والأنتباه والتشتت والتمييز والتعلم الحركي, كما أنه المقياس المفضل والحساس لألتقاط آثار كل من التعب والعقاقير والكحول والظروف الفيزيقية مثل الإضاءة والحرارة وغير ذلك.
ودراسة زمن الرجع كذلك ذات أهمية تطبيقية في مجال علم النفس المهني وفي الألعاب الرياضية وقيادة السيارات وحوادثها, ولفحصه أيضاً أهمية فائقة في مجال دراسة السلوك الشاذ وتشخيصه وبخاصة لدي الذهانيين.
وتعرض فصول الباب الأول الثمانية من هذا الكتاب تجربة زمن الرجع وتاريخ دراسته وخواص كل من المنبه والأستجابة والمفحوص والبيئة وبعض البحوث الأساسية والتطبيقات العملية والباثولوجية.
أما الباب الثاني فيتضمن أربع دراسات تجريبية قام بها المؤلف عن الفروق الجنسية في زمن الرجع البصري البسيط بعد التعب, ودراسة عاملية لزمن الرجع البصري وأبعاد الشخصية, ومدي صلاحية أختبارات زمن الرجع البصري في التمييز الإكلينيكي بين الذهانيين والعصابيين والأسوياء, وقد قيس زمن الرجع في هذه الدراسات التجريبية الثلاث بالمزمان الميكانيكي وهو جهاز جديد من وضع المؤلف لقياس زمن الرجع البصري.
تدلنا الملاحظة العامة ان استجابة بعض الناس أسرع من بعضهم الآخر، وما ذلك إلا نتيجة الاختلاف بينهما في زمن الرجع، وزمن الرجع ليس هو الاستجابة بل الزمن المنقضى بين المنبه والاستجابة.
وموضوع زمن الرجع من بين الموضوعات القليلة في علم النفس التى حظيت بمواصلة الاهتمام بها ومداومة فحص مختلف جوانبها ومتابعة الاضافة إليها منذ عام 1879 ( بداية علم النفس الحديث) وحتى الآن. وليس هذا فقط ، بل إن زمن الرجع يعد من بين الموضوعات القليلة جدا التى درست بشكل أو بآخر- قبل التاريخ الذي يصطلح الباحثون على أنه بداية علم النفس الحديث بوقت غير قصير لا يقل عن الستين عاما ، وفي هذا الكتاب دراسة تناولت تجربة زمن الرجع وتاريخ دراسته وخواص كل من المنبه والاستجابة .. كما تضمنت أربع دراسات تجريبية قام بها المؤلف عن الفروق الجنسية في زمن الرجع.