وصف الكتاب
من الأمور المسلم بها أنه يقاس تقدم أي مجتمع وتطوره بمقدار إهتمامه بأبنائه الذين يمثلون القوة البشرية الهامة، ولما يهتم أي مجتمع بالتقدم الصناعي والعلمي والتكنولوجي، لا بدو أنه يتطرق تقدمه بالإهتمام بالنفس الإنسانية ورقيها وحفظها من الدمار والإنحراف.
وقد لا يبالي بعض العامة من الناس عندما يسمع عبارة ",علم النفس العيادي والمرضي", وقد يقشعرّ لها الآخرين على أنها تمس حياة المرضى فقط، لكنها في حقيقة الأمر تهتم بكل من الأسوياء والمرضى معاً بالتشخيص الدقيق للفرد ووضعه في مكانه الصحيح في المجتمع سواء بين الأصحاء أو بين المرضى، كما يتتبع هذا الفرع من فروع المعرفة حياة الفرد ليخلصه مما يضايقه من مشكلات نفسية بالتوجيه والإرشاد، ويمتد ليتسع آفاقه لمواصلة مسيرته بمديد العويد بالتدخل بالعلاج النفسي بأساليب متنوعة لحالات الإضطراب الخطيرة.
ولم ينسى هذا المؤلف من غمرة غوصّه في النفس البشرية، هؤلاء ذوي الإحتياجات الخاصة، حيث قدم لهم يد العون من خلال عرضه للمؤشرات الهامة الخاصة بالإرشاد النفسي لهؤلاء الأفراد.
من هنا، تتضح القيمة النظرية والتطبيقية لهذا الكتاب فيما يتطرق لجوانب متعددة: التشخيص النفسي / علم النفس الأكلينيكي / الإرشاد النفسي / العلاج النفسي / الإرشاد النفسي لغير العاديين، فهو يعتبر مادة علمية وتطبيقية صريحة وواضحة تفيد كل من يهمه هذا المجال العيادي سواء الأب أو الأم، أو المعلم أو الأخصائي أو الأخصائي الإجتماعي.
وأخيراً المعالج النفسي فهو يعد المرشد والدليل الذي يستند إليه كل من هو مسؤول عن تربية النشئ تربية سوية، لا يساعد في تحديد الأدوات والأسس المتنوعة لتشخيص الحالة تشخصياً دقيقاً ثم ينتقل بالمسؤول لإختيار وتحديد ما يجب تقديمه الحالة بعد تشخيصها ووضعها في مكانها الصحيح، مع تحديد لنوع التوجيه أو الإرشاد النفسي، أو حتى للعلاج النفسي المناسب لعلاج حالةٍ بعينها، إضافة إلى ما يقدمه الكتاب من خصائص وملامح وسمات كل من يودّ العمل في المجال التشخيصي أو الإرشاد العلاجي.
فهذا الكتاب يوجه النداء والدعوة لكل المختصين بالإهتمام والرعاية للأبناء والأجيال المتعاقبة إلى التعرف على كيفية وأساليب التدخل في حياتهم ليعيشوا حياة تحقق لهم قدراً من الصحة النفسية والتمتع بمباهج الحياة.
متمني من الله تعالى أن يكون قد وفقني في إنجاز هذا العمل المتواضع، وحمداً لله رب العالمين الذي ألهمني وأرشدني وأعانني في إنجازه. الباب الثالث بعنوان: ",العلاج النفسي",، وينقسم إلى ستة فصول على النحو التالي: الفصل الأول: يتناول تعريف العلاج النفسي، وأهدافه وخطواته، وخصائص كل من المعالج النفسي والمريض النفسي، الفصل الثاني: يتناول أهم طرق العلاج النفسي القديمة كالتنويم المغناطيسي، والعلاج الروحي، الفصلان الثالث والرابع: يتناولان نماذج من طرق العلاج النفسي الحديثة كالتحليل النفسي، والعلاج السلوكي، والعلاج المعرفي السلوكي، والعلاج العقلاني الإنفعالي، والعلاج النفسي المتمركز حول العميل، والعلاج الجشطلتي، والعلاج بالمعنى، والعلاج النفسي الجماعي، الفصل الخامس: يتناول أهم الطرق المساعدة في العلاج النفسي، كالعلاج بالعمل، والعلاج باللعب، والعلاج الإجتماعي (البيئي) والأسري والعلاج بالفن، والعلاج عن طريق العون... إلخ، الفصل السادس: يتناول أهم التطبيقات الإكلينيكية لأنواع العلاج النفسي المختلفة في علاج الحالات العديدة ذوات الإضطرابات النفسية المتنوعة، على الصعيدين العربي والأجنبي.
الباب الرابع بعنوان: التشخيص النفسي والإرشادي النفسي والعلاج النفسي لذوي الحاجات الخاصة، ويتضمن فصلين: الفصل الأول: يتناول كيفية تشخيص ذوي الحاجات الخاصة وأهم الصعوبات التي تواجه تشخيصهم، وإتجاهات الإرشاد النفسي في تعليمهم، مع تقديم وصف لوسائل التأهيل المهني للمعاقين، وكيفية الإرشاد النفسي لأسرة الطفل غير العادي، أما الفصل الثاني: فيضم نماذج لأساليب إرشاد ورعاية وعلاج ذوي الحاجات الخاصة وهم: فئة المعاقين سمعياً، والمكفوفين، والمعاقين ذهنياً.
ادعو الله تعالى أن يكون قد وفقني في تقديم هذا المحصول العلمي الذي يفيد الأب والأم والطالب والمعلم والطفل والمجتمع... وبالله التوفيق.