يمثل هذا الكتاب محاولة لتطبيق طريقة، في ذلك الميدان المشوش جداً والقليل الهيكلة، سيئ البنية، ألا وهو ميدان تاريخ الأفكار.
سنده التاريخي محدود لأنه، في المحصلة، يعالج ظهور المشاهدة/ الملاحظة الطبية وتطورها ومناهجها خلال نصف قرن تقريباً. إنها مع ذلك فترة من الفترات التي ترسم عتبة زمنية لا تُمَّحى: اللحظة التي خرج فيها الداء، ومضادُ الطبيعة والموت إلى النور، أي باختصار كل ذلك الأساس المعتم للمرض، أي إنه يتضح ويختفي في وقت واحد مثل ليلٍ، في الحيز العميق، مرئيٍّ وصلبٍ، مغلقٍ لكن يمكن بلوغه، من بدن الإنسان.