وصف الكتاب
يقوم هذا الكتاب على استقصاء مدى أهمية الإعتماد على المنهج النفسي في الأدب من خلال طرح الإشكالية الآتية: هل يمكن أن يتلاقى التحليل الأدبي النفسي مع التشخيص السريري، علماً بأن لكلّ منهما غاية مختلفة من عمله؟ فالتحليل الأدبي يحاول أن يرصد مواقع الإبداع وأسبابه في الدراسة التي يقوم بها، والدوافع التي تكمن خلف الكتاب، والتي حدت صاحبها على قول ما يقول، وبالشكل الذي قيل؛ في حين أن علم النفس يهدف إلى تحليل نفسية الكاتب، وتبيان العقد النفسية، أو الأمراض التي يمكن أن يكون المؤلف مصاباً بها، بفعل أحداث طفولته والمرحلة اللاحقة لها من حياته.
لهذا السبب، لا يمكن أن يقوم بهذا العمل شخص واحد، بل لا بد من شخصين اثنين أو اكثر، يكون أولهما ناقداً أدبياً ملماً بمنهج التحليل النفسي وهو هنا الدكتور ",ديزيره سقال", في حين أن الآخر أو الآخرين يجب أن يكون معالجاً نفسياً متخصصاً، وهو هنا الدكتور ",ديزيره القزي", وكلاهما طرقا هذا الموضوع اللافت لتشخيص علاقة الأديب بموضوعه وانعكاس حالته النفسية على ما يكتب بهدف الوصول إلى نتيجة عامة تظهر تطابق التحليل النفسي على التحليل السريري أو عدم تطابقهما.
من هنا وقع اختيار المؤلفان على نصوص الشعر للدراسة، لأن الشعر، برأيهما ",يظهر بشكل أوضح دواخل من يكتبه، ويعكس نفسيته بشكل أفضل",. وفي هذا السياق تم اختيار نماذج على الشعرين القديم والحديث للشعراء: بدر شاكر السياب، ومجنون ليلى، وعمر بن ابي ربيعة، وأبي الطيب المتنبي، وصلاح عبد الصبور، حيث تمت دراسة نصوصهم الشعرية من ناحية ",الظواهر النفسية الآتية: النزعة المازوشية (عند كل من السيّاب ومجنون ليلى)، والنزعة النرجسيّة (عند عمر بن أبي ربيعة)، ونزعة الذُهان (عند أبي الطيب المتنبي)، ونزعة الإكتئاب (عند صلاح عبد الصبور) مع التحليل والمناقشة.