وصف الكتاب
أصبح الاهتمام بالابتكار الرفيع والأصالة في الإنتاج ضرورة قصوى في عصرنا الحديث. ويرجع ذلك إلى أهمية المستويات العليا من الابتكار في تغيير التاريخ وإعادة تشكيل العالم والواقع. إن المجتمعات لا يمكن أن تغييرها بسهولة بمجرد توفر عنصر الإرادة لدى أعضائها أو بناء على خطة موضوعة فحسب. بل إن أعضاء المجتمع مدينون للابتكار من أجل الدينامية الداخلية التي وهبها للمجتمع. ولكن التعرف على العقلية الابتكارية في سن مبكرة ليس بالشيء اليسير، كما أن كيفية استثارتها وتنميتها تعتبر إحدى المشكلات التي تتحدث علماء هذا العصر.
فقد تضاربت الآراء حول معنى ",الطفل الموهوب", وحول طرق قياس النشاط العقلي. هل الطفل الموهوب هو المتفوق دراسياً أني في التحصيل المدرسي؟ وهل ما يسمى باختبارات الذكاء التقليدية تقيس حقاً كافة أوجه النشاط العقلي أم جزءاً منه فقط؟ هل تستطيع اختبارات الذكاء التقليدية أو الامتحانات المدرسية العادية التنبؤ بالقدرات الابتكارية لدى الفرد؟ وبعبارة أخرى، هل الطفل الذكي هو الطفل المبتكر؟ ما هي السمات الشخصية التي يتميز بها الطفل المبتكر؟ وهل يختلف نموذج هذه الشخصية عن الإطار السلوكي لعامة؟ وكيف يتم مراعاة هذه الموهبة وكيف يعامل الطفل المبتكر في المنزل والمدرسة وكيف يساعد على حل مشاكله؟ طائفة شق من الأسئلة تنبثق حينما يتوجه الانتباه إلى مشكلة الابتكار، وهذا الكتاب الذي نقلب صفحاته يهدف إلى تقديم إجابات عن تلك الأسئلة وغيرها، ويبسط حلولاً للمشكلات التي تواجه تنشئة الطفل المبتكر، واقتراحات للآباء والمدرسين والاخصائيين الاجتماعيين وكل مهتم بالشؤون التربوية والنفسية للطفل الموهوب، كما يلقي الضوء على دينامية الجماعات وأثرها على الكفاية الإنتاجية، والطرق العملية لحل مشكلاتها ويستند المؤلف في كل ذلك على نتائج التجارب والأبحاث الحديثة في كافة أنحاء العالم، مستشهداً بأمثلة واقعية من عباقرة التاريخ في مختلف الميادين.