وصف الكتاب
يمثل صغير الإنسان أروع أشكال الحياة التي ظهرت على وجه هذه الأرض؛ ففي كيانه-ورغم حساسيته البالغة وشدة تأثره وعدم قدرته على الكلام-يحتضن هذا الصغير قدرات مذهلة. لقد تبرمج عبر مليون سنة كي يتمكن من تحويل كائنات معقدة (أبوية) إلى حاميين مجبولين على حبه ورعايته؛ فضلاً عن تمتعه بقوة جاذبية لا تقاوم. ولكن.. إلى أي حد نفهم ماهية هذا الصغير حق الفهم؟.. ماذا نعرف عملياً حول سلوكه وردود أفعاله إزاء العالم المحيط به؟... هل يحدث أحياناً أن تضلل فهمنا له بعض العادات والتقاليد المتوارثة، والأفكار الجاهزة أو الأحكام المسبقة المتجذرة فينا بقوة، والتي تعبِّر عن حقيقتها عن قناعاتنا-من الراشدين-أكثر مما تعبر عن حقيقة الطفل..؟ كيف يمكن لنا أن نساعده على التخلص مما يعانيه في مرحلة البلوغ من مشاكل نفسية وأزمات؟ كيف يمكن لنا أن نفسر له الظواهر الجديدة التي تطرأ على جسده بعد سن البلوغ؟...
عن هذه الأسئلة وغيرها ومن واقع خبرته الطبية يجيب الدكتور ",رأفت محمد بشناق", في هذا الكتاب الذي يتحدث فيه عن مختلف مواضيع علم نفس الأطفال (النمو، المشكلات النفسية، الرسم، اللعب، التربية الجنسية). وهدفه مساعدة الآباء والأمهات على فهم مرحلة الطفولة وكيف تسير مراحلها، ومعرفة أهم المشكلات التي يتعرض لها الطفل، والإجابة على تساؤلات الآباء والأمهات على فهم مرحلة الطفولة وكيف تسير مراحلها، ومعرفة أهم المشكلات التي يتعرض لها الطفل، والإجابة على تساؤلات الآباء حول سلوك الطفل في نموه وتطوره، في انفعاله وتوتره، وفي رسمه ولعبه، دون أن ينسى الإجابة على تساؤلات الأطفال بدورهم حول مختلف المواضيع، والجنسية منها على وجه الخصوص.
بدأ المؤلف كتابه بتقديم عرض فيه أهمية علم نفس النمو، ثم أعطى لمحة موجزة عن مراحل النمو ونظرياته التطورية وقوانينه المختلفة التي يسير النمو وفقاً لمعاييرها، مع بيان لطبيعة العوامل التي تلعب دوراً أساسياً في هذا النمو. اتجه بعد ذلك إلى عرض لمظاهر النمو في مختلف مراحل الطفولة، بدءاً من مرحلة الوليد وانتهاءً بمرحلة الطفولة المتأخرة، مروراً بمراحل الرضيع والطفولة المبكرة، والطفولة الوسطى، مع الإشارة إلى مرحلة الجنين أو ما قبل الميلاد... وفي الباب الثاني؛ ركز الحديث على أهم المشكلات النفسية والاضطرابات السلوكية التي يمكن أن تعترض الطفل في تلك المراحل من تطوره، وقد تناولها في فصول ثلاثة. أما الباب الثالث؛ فقد كان الكلام مختلفاً، حيث انصرف إلى الحديث عن رسوم الأطفال، وأهم ما تتمتع به من خصائص فريدة تمنحها طابعها المميز، مع التركيز، على ما تحمله تلك الرسومات من خطوطها وألوانها، في شخوصها وتوزيعها على الورق، في تكبيرها أو حذفها... من معانٍ عديدة، نستطيع من خلالها فهم شخصية الطفل ومعرفة تطوره، والكشف عن صراعاته النفسية في حال وجودها. وفي الباب الرابع؛ امتد الحديث إلى لعب الأطفال، وفوائدها، أنواعها، تطورها مع تطور الطفل. ثم حاول أن يوضح للآباء والأمهات الأسس الملائمة التي عليهم أن يعتمدوها إذا ما أرادوا شراء إحدى الألعاب لأطفالهم. هذا ولم يغفل الإشارة إلى أهمية اللعب في حياة الطفل، وما يمكن أن يعانيه فيما إذا فصل عن ألعابه. واختتم كتابه بباب اعتبره على جانب كثير من الأهمية (الباب الخامس)، ألا وهو التربية الجنسية ومفهومها من منظور التربية الحديثة، نظراً لحساسية هذا الموضوع، ولما يلف هذا الجانب في حياة الكثير من الآباء والأمهات من غموض وجهل يأبون التخلص منه. وكان محور هذا الباب هو مساعدة الوالدين على فهم سلوكيات أطفالهم الجنسية (كالعبث بالأعضاء الجنسية، واللعب الجنسي...)، ومساعدتهم في الإجابة على تساؤلات أطفالهم حول الجنس ورموزه. ثم تطرق إلى بحث إحدى المشكلات الجنسية والتي تعترض حياة عدد ليس بقليل من الأطفال، وهي مشكلة ",اضطراب الهوية الجنسية",.
لا ينحصر صلاح تربية الأطفال في تأمين حاجاتهم البدنية، فالجوانب الروحية والنفسية والأخلاقية أكثر أهمية وإلحاحاً وهي تحتاج إلى دراية وخبرة وعلم ومعرفة.
وهذا الكتاب موجَّه إلى الأبوين، هدفه مساعدة الآباء والأمهات في فهم مراحل الطفولة، والمشكلات التي يتعرض لها الأطفال، والإجابة على تساؤلاتهم وتساؤلات الأهل والمربين.
يبدأ الكتاب بتبيان أهمية علم نفس النمو، ومراحل النمو، من طور الجنين إلى مراحل الطفولة المتأخرة، ومظاهر النمو في كل مرحلة.
وفي الباب الثاني يشرح المشاكل النفسية التي يواجهها الأطفال في مختلف المراحل، كالكذب والسرقة والعدوانية والمشاكسة ويبين أسبابها وأساليب التغلب عليها.
وفي الباب الثالث يدرس رسوم الأطفال ومعانيها وكيفية التعامل معها.
وينتقل في الباب الرابع إلى الحديث عن لعب الأطفال وتطورها مع مراحل النمو، والوسائل التي يمكن اعتمادها لإقناع الطفل بلعبة ما أو بتركها.
ويتطرق في الباب الخامس إلى التربية الجنسية وتساؤلات الأطفال حولها وكيفية الإجابة عليها.
إنه كتاب موجَّه للقارئ العادي، ويفيد المختص وكل مهتم، وضِع بلغة سهلة شائقة، مع أنه أُعِدَّ أساساً أطروحة دكتوراه نالت الاستحسان والتشجيع.