وصف الكتاب
محترقا في الماء غرقا في اللهب - تشارلز بوكوفسكي، هذه مجموعة مختارة من قصائد لتشارلز بوكوفسكي الشاعر الأمريكي الجميل الذي – دون شك – هو شاعر من الطراز الأول قبل أن يكون ساردًا – روائيًا – رغم جمال رواياته مع بساطة حبكاتها – حاولت جاهدًا تجاوز عدم ميلي للـ(المختارات) وهذه عقدة لدي لها أسبابها القائمة على تطور القصيدة وفق المرحلة العمرية. ",بين ترجمتي (زياد عبد الله : دار المتوسط)، و(سامر أبو هواش :دار الجمل) لقصائد مشابهة. من الترجمة الحديثة في الألفية الحالية ترجمة سامر أبو هواش خصوصًا لبعض مجموعة ديوان : Burning in Water, Drowning in Flame وقصائد من ديوان : It Catches My Heart in Its Ha nds كنت قد قرأت قصائد تشابه إختيارها بين ترجمتي زياد وأبوهواش، ورغم جمال ترجمة هواش عندما قرأت بعض النصوص المترجمة بلغتها الأم أقول أنه حافظ على الجوهر أي معنى النص وليس مجرد ترجمة حرفية فتلك عقبة سيحاسب عليها فهذا شعر. لكنه أقول تجاوزها بإحترافية جميلة وخانه كثيرًا أن يهبنا (روح) النص حيث لم يوفّق أحيان كثيرة في (قفلة) القصيدة رغم أنها أمام عينيه في النص الأصل فلماذا تمكّن من ذلك (زياد عبد الله) مع تقديري لهما معًا؟. ربما هو المخزون اللغوي وقوة الإطلاع على ",ثقافة اللغة", للغة المترجمة لها – العربية – دون المطالبة بإمتلاك المترجم لموهبة الشعر ليصبح لديه ذلك الحس مثلما فعل مترجمو رباعيات الخيام الذي كان (90%) منهم شعراء عظام وموهبون بالفطرة.يكفي عندما تشاهد عنوان مجموعة في ترجمات زياد هكذا (محترقًا في الماء.. غارقًا في اللهب) بينما عند أو هواش (الاحتراق في المياه، الغرق في النار) أن تعي مدى الجملة الموسيقية في ترجمة زياد ولك أن تخمّن كيف ستكون بقية الترجمة علي مستوي بقية المختارات، ولا نغفل أن ثمة قصائد في كلا الترجمتين مثل ( إلى مارلين / العاهرة التي سرقت قصائدي / حال العالم / أبي / الحب والشهرة والموت / جانب من الشمس....) وغيرها الكثير من القصائد التي يمكنك من خلالها مشاهدت الفرق بين الترجمات رغم جمالهما معًا إلا شعرية ترجمة زياد أعظم وتستحق القراءة وتكرار الترجمة لنصوص جديدة.وفق اللغة الإنجليزية الإحتراق في النار والغرق في اللهب هو فعل مستمر لم ينتهي ولهذا ترجمة “زياد” ((محترقًا في الماء.. غارقًا في اللهب)) هي الأنسب بينما عنوان ",هواش", ((الاحتراق في المياه، الغرق في النار)) هي ترجمة حرفية لا معنى لها. خالية من الروحة الشعرية.كانت فكرة كل قصيدة قائمة وتكاد تشعر بها في كل نص ولربما يظن المترجم والقارئ هنا أن يشعرني أني بوكوفسي حيًا ويكتب لنا نصًا بغتنا العربية.. لا. ليس كذلك ولكن كنت أتمنى ترجمات تشعرني بروح الشعر في ترجمة (أبو هواش) فليس ككاتب ولا كقارئ مطلوب مني إمتداح كل ما أجده في الكتاب ولست كذلك ممن يطالبون بالكامل فذلك وهم”. شكرًا زياد عبدالله وأتمنى منك ترجمات أخرى لدواوين مستقلة لبوكوفسكي وليس مختارات فهذا يعني للمكتبة العربية الكثير.