يعتمد التطور السليم في ميادين التربية ونظم التعليم على أسس من الدراسات والبحوث الرصينة. فالبحوث التربوية والنفسية هما أساس المعرفة في هذه المجالات في شتى جوانبها. وتساعد نتائج هذه البحوث المسؤولين في اتخاذ التدابير والقرارات التربوية المتعلقة بتعديل أو تغيير أو تطوير أي جانب من جوانب العملية التربوية، ولذلك فإن الإهتمام بدراسة أسس البحث العلمي التربوي والنفسي على جانب كبير من الأهمية للباحث التربوي والنفسي ولطالب العلوم التربوية والنفسية.

ومن أهداف هذا الكتاب أنه وضع لغرض معاونة ومساعدة الباحثين وطلبة الجامعة والدراسات على تعلم خبرات في قراءة وإعداد الدراسات والبحوث وفهمها والقيام بها، لتقديم بيانات ومعلومات شاملة ودقيقة على قدر الإمكان في أسس ومفاهيم ومناهج البحث المستخدمة حاليا في ميادين البحوث التربوية والنفسية. ولذلك صمم هذا الكتاب ليأخذ القارىء عبر جميع خطوات البحث العلمي: بدءا من العثور على مشكلة محددة وواضحة وصالحة للبحث، إلى اختيار أسلوب المنهج الذي يستخدمه البحث، من خلال تصميم معين، ثم جمع المعلومات والبيانات باتخدام الفنيات والتقنيات والأدوات المناسبة لها، ثم تحليل النتائج وعرضها باستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة.

وإن حاجة المجتمع وطلابنا إلى معرفة أسس البحث العلمي في وقتنا الحاضر وخاصة في ميادين التربية وعلم النفس أصبح أشد من أي وقت مضى، ونحن في بداية الألفية الثالثة أي القرن الحادي والعشرين وكلنا أمل في إيجاد الحلول الممكنة والمناسبة للمشكلات التي تعوق وتعرقل مسيرة الإرتقاء والنماء المحملة من الألفية الثانية أي القرن العشرين. وهذا لا يتحقق إلا من خلال اكتساب المعرفة والإعتماد على البحث العلمي الرصين.