تسعى العلوم النفسية والتربوية بجميع تخصصاتها لخدمة الفرد والمجتمع، وتتقاطع جميع هذه التخصصات في هدف واحد وهو تنمية شخصية الفرد، وبظهور العديد من المؤثرات النفسية والإجتماعية وإغتراب الفرد تظهر عدة مؤشرات تعيق الفرد في فاعليته وصحته النفسية نتيجة تغيرات في قيمة ووظائف الأشياء، وتغير القيمة من قيمة روحية معنوية إيمانية إلى قيمة مادية مفرغة من محتواها ووظيفتها الصحيحة، مما يفتقد الفرد إلى الإحساس بالرضا عن الحياة والحنين إلى تلك القيمة الغائبة في محيطه الإجتماعي.

ومن بين الفئات أكثر تعرضاً لهذه الوقائع والإحساسات فئة الشباب الجامعي في ظل عالم متغير، وفق هذه المعطيات جاء الكتاب المتواضع الذي هو بين أيدينا لتقديم رؤية نفس إجتماعية لمؤشرات الصحة النفسية والتي تخص الإغتراب النفسي والرضا عن الحياة، وسيتناول الكتاب جوانب نظرية تمهيدية يوضح فيها إشكالية الموضوع، وجوانب نظرية مفاهيمية تنظيرية للصحة النفسية والإغتراب النفسي والرضا عن الحياة، كما سيقدم الكتاب إختبار إمبريقي ميداني إستطلاعي للشباب عن صحتهم النفسية التي تخص إغترابهم النفسي والرضا عن الحياة.