وصف الكتاب
في عمله هذا يقف الدكتور ",علي بن إبراهيم النملة", وقفات يجمعها التعامل مع المصطلح المعرّب من منطلق فكري يرى فيه الكاتب أن هناك اضطراب في النقل المعاصر للمفهومات، حيث أن هناك عدداً كبيراً من المصطلحات المعاصرة المنقولة من ثقافات أخرى ما طفقنا نردّدها، أو يرددها كثير منا، دون أن ندرك بالضرورة حدودها ودلالاتها ومعانيها في أذهان من أطلقوها، لا سيما منها تلك التي نقلت إلى اللغة العربية من لغات غربية بمفهوماتها الغربية التي لا تخلو من الثقافة الدينية الغربية، وألصقت بالمفهوم العربي الذي قد لا يكون بالضرورة مطابقاً للمفهوم الغربي وملابساته.
وهذا يعني أن المصطلحات تثير إشكالاً فكرياً وخصوصاً عند الكتّاب العرب الذين يستعجلون في استخدامها قبل تحريرها العلمي الذي يضعها في موضعها الصحيح ومن هذه المصطلحات العلمانية والعولمة والحداثة والأصولية والإرهاب والإستشراق والتسامح وغيرها من مصطلحات جعلت بعض المفكرين الغربيين يضعونها في قنوات تخدم مصالحهم، وتحقق أهدافهم، وخصوصاً في الجامعات التي أغرو المسلمين بالإنتساب إليها، الأمر الذي نتج عنه قولبة ثقافية وبُنى فكرية أبعدت المسلمين عن الإنتماء إلى الفكر الإسلامي الأصيل، فأصبحت فلسفة الغرب بالنسبة إليهم هي النموذج الأمثل في إقامة المجتمعات ما ساعد على احتلال بلاد المسلمين وغزوها عقلياً ومعرفياً دون الحفاظ على الخصوصيات الثقافية لبلادنا.
تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه يضع أمام الباحثين ومفكري الأمة العربية بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم الفكرية علماً ممنهجاً قائماً على التحليل والتركيب والصياغة اللغوية التي تقارب المصطلحات العلمية من حيث الدقة والضبط والمعنى المراد من المصطلح لأن هناك بوناً شاسعاً بين المعنى المعجمي والمعنى الإصطلاحي والمعنى الإجرائي للألفاظ في الواقع. الأمر الذي يستدعي من الجميع إعادة النظر في المصطلحات المستخدمة .. لذلك جاء هذا الكتاب الجدير بالقراءة.