وصف الكتاب
أهم كتاب عن الاستبداد في عالمنا العربي! عبد الرحمن الكواكبي (1848 ـ 1902) مفكر ومصلح ولد في حلب، بدأ حياته بالعمل في الصحافة داعيًا للإصلاح والقومية العربية، فتعرض لكثير من المتاعب من قِبَل الدولة العثمانية، فسجن عدة مرات، وعاش شريدًا يطوف العالم العربي داعيا إلى الحرية السياسية، والعدالة الاجتماعية، وتجديد الدين. له كتابان مشهوران يعتبر «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» أهمهما. ومن أقواله المأثورة في هذا الكتاب: ـ لقد تمحص عندي أن أصل الداء هو: الاستبداد السياسي.. ودواؤه هو: الشورى الدستورية. ـ من أقبح أنواع الاستبداد: استبداد الجهل على العلم.. واستبداد النفس على العقل! ـ خلق الله الإنسان حرّا، قائده العقل.. فكفر.. وأبى إلا أن يكون عبدًا، قائده الجهل!! ـ إن المستبد فرد عاجز، لا حول له ولا قوة إلا بأعوانه أعداء العدل وأنصار الجور. ـ تراكم الثروات المفرطة، مولد للاستبداد، ومضر بأخلاق الأفراد. ـ الاستبداد أصل لكل فساد!
الاستبداد هو: الانفراد بالسلطة والسلطان, في أي ميدان من ميادين السلطة والسلطان.. في الأسرة.. أو الديوان.. أو الدولة و الحكومة.. أو في المال والثروة..
أو في اتخاذ القرار.. أو في تنفيذ هذا القرار.. ولأن القرآن الكريم قد سن للناس- في اجتماعهم الإنساني- سننا وقوانين لا تبديل لها ولا تحويل.. سننا حاكمة للتقدم وللتخلف.. لعدل وللجور.. للنهوض والانحطاط.. فلقد تحث آيات القرآن الكريم عن أن الانفراد بالسلطة والسلطان, والعدول عن المشاركة والاشتراك, هو السبيل المفضي إلي الطغيان.. قطع بذلك القرآن الكريم, وأكده بأدوات التأكيد عندما قال الله- سبحانه وتعالي:- ",كلا إن الإنسان ليطغى, أن راه استغنى",.
ولقد ضرب القرآن الكريم الأمثال علي صدق هذة السنة, وعموم هذا القانون, وعلي الآثار الكارثية لسيادة هذا الاستبداد في حياة الأمم والشعوب والحضارات, ليدرك الناس أن النعمة كلها في الشورى والمشاركة والاشتراك, وأن النقمة جميعها في الاستئثار والاستبداد والطغيان.
وإذا كان القرآن الكريم قد أفسح- في سوره- مكانا واسعاً للقصص التاريخي, لنتعلم منه العبر والعظات وفلسفة السنن الإلهية الحاكمة للاجتماع الإنساني عبر هذا التاريخ.. فإننا لانغالي إذا قالنا:*إن لعنة الاستبداد قد مثلت ",أم الكبائر", علي امتداد صفحات تاريخ الأمم والشعوب والحضارات.., *وإن مجابهة هذه اللعنة رهن بالوعي بالعواقب الكارثية لهذا الاستبداد.. وإن نقول أيضاً:-*إن كتاب ",طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد", الذى جادت به عبقرية الإمام الشهيد عبد الرحمن الكواكبي (1270-1320هـ 1854-1902) هو أفضل ما يمكن أن تستنير به العقول والقلوب, إذا أردنا- حقا- محاربة الاستبداد, والنجاة من العواقب الكارثية لهذا الداء الوبيل... أنه كتاب فريد, لا نظير له في تراثنا القديم أو الحديث..