يتزامن صدور هذا الكتاب مع أخطر مرحلة حرجة يمر بها الخليج العربي والوطن العربي ستؤثر على اوضاعه الاستراتيجية والجيوستراتجية منذ استقلال الدولة القومية واتفاق سايكس بيكو، حيث يعيش حركة بعث شعبي داخلي حقوقي في موسم الربيع العربي غيرت أنظمة سياسية في تونس ومصر واليمن وليبيا وهي تستكمل طريق كفاحها الدامي في سوريا وبعثت رياح تململ عاصفة إلى كل المنطقة، لا يعرف من أين تنطلق حركات الدفع الجديد لها.

وفي ذات هذا التوقيت فقد شكل عنصراً التدخل الرئيسيان في المنطقة العربية الغرب وخاصة واشنطن وإيران بوابة تأثير بالغ وكبير على الخليج العربي مجتمعاً أو في دولة القومية، ومع احتدام كفاح الثورة السورية برز بوضوح لم يسبق له مثيل تأثير المشروع الإيراني في المنطقة ببعده المصلحي التوسعي أو غطائه الطائفي الانشطاري في المجتمع العربي.

ومهمة هذا الكتاب الذي سيحدد مدى جدواه للمكتبة العربي القارئ الكريم المتخصص أو عضو الرأي العام في الوطن العربي هو أنه يرصد حالة الصعود في ملف الجموح الإيراني والهيمنة الغربية معاً ويعرض لدراسات متخصصة في منطقة الجزيرة والخليج العربي بما فيه العراق واليمن عضوي الشراكة الوجوديين للمشرق العربي، كما يتناول تأثيرات هذا التقدم التوسعي في لبنان سياسياً واجتماعياً في علاقات الطوائف الحساسة والحيوية في كل هذه المنطقة.