هذا الكتاب محاولة تضاف إلى المحاولات التى سبقت في تجلية نظام الإسلام السياسي وبيان نظام الحكم فيه، وتوضيح معالمة، وفيه أقدم صورة رائعة لنظام الإسلام أضعها بين أيدي المسلمين في الوقت الذي يتحدثون فيه عن ضرورة تحديث دولهم وإدارتهم ليتجنبوا التحديث القائم على الاقتباس المبتور، أو التقليد القاصر، دون النظر إلى حاجات البلد ، وإلى عقيدة الناس فيها ، ذلك لأن تحديث الدولة ينبغي أن ينطلق من فلسفة كبرى تؤمن بها الدولة في جميع مجالات حياتها، وهذه الفلسفة الكبرى يجب ان تكون منبثقة من عقيدة التوحيد ، عقيدة الاسلام التى تحدد وجهة النظر عن الكون والإنسان والحياة وعنها يجب ان تصدر الخطوطالكبرى والقواعد الكلية التى يقوم على أساسها التحديث.