نقسم الغناء المصري عبر مراحل التاريخ المختلفة إل قسمين رئيسيين، اختص أولهما بكل ما هو ديني، وعالج ثانيهما كل ما هو دنيوي، فبينما تناول أولهما كل ما يرتبط بالدين من أشخاص وعباردات وشعائر ومناسبات، اهتم ثانيهما بكل ما يعرض للإنسان في حياته الدنيا من مناسبات وأحداث كالحب والزواج والميلاد والحروب، ومما هو معروف أن فناً يبلغ الأوج في ازدهاره تكثر فيه معالجة المناسبات، كالشعر عندما يتبارى فحوله في قريض المناسبات، حيث تترى قصائد المديح والتهاني والرثاء والإخوانيات والإجتماعيات في دواوين شعراء عصور نهضة الشعر، وكذلك الغناء.. تعلو فيه أغاني المناسبات وتنتشر إبان عصور ازدهاره، إن المتأمل الآن لما أنتج من غناء في العصر الذهبي الأخير للغناء المصري، سوف تستوقفه كثرة ما قدم من غناء في مناسبات لا حصر لها، ولهذا كان هذا الكتاب.