أدركت معظم الأحزاب السياسية أن أفضل وسيلة لبقائها واستمرارها كمظمات فاعلة، هي الاستمرار في إصلاح الحزب المستند أساسًا على قيادة ذات منظور إصلاحي وفق الأسس والاستراتيجيات العلمية القابلة للتحليل وإصدار القرارات من خلالها. لقد سعى قادة الأحزاب على اختلاف أيديولوجياتهم واتجاهاتهم السياسية للاهتمام الكبير بإصلاح الحزب السياسي، في إطار الاهتمام الأكبر بالجماهير ومحاولة إرضائهم.

وعلى هذا يكتسب موضوع البحث أهمية بالغة بالذات في الأنظمة الديمقراطية، ووفقًا للجانب النظري تسعى الدراسة إلى صياغة إطار نظري للقيادة الحزبية وإصلاح الحزب السياسي عبر إماطة اللثام عن ضرورات القيادة الحزبية بالنسبة للحزب ذاته، وإلى أي مدى تصل إليه أدوار القيادة بالنسبة لإصلاح الحزب، والمحددات التي ترتكز عليها القيادات الحزبية ذات المنظور الإصلاحي في إجراء عملية إصلاح الحزب بصورة ناجحة.

أما من الجانب العملي فإن هذه الدراسة تساهم في تنوير الدوافع والآليات والأساليب للقيادة في إصلاح الحزب، وكذلك بيان مقتضيات مراحل إصلاح الحزب والمجالات التي يتخللها، ومحاولة توضيح التجارب التي تمت على يد بعض قادة الأحزاب في الأنظمة الديمقراطية. وأخيرًا تحاول الدراسة الخروج بجملة من الاستنتاجات التي تخدم الحزب السياسي بصورة عامة والقيادات الحزبية بصورة خاصة.