وصف الكتاب
وصفي التل... رجل تاريخ، والتاريخ فاعلية بالدرجة الأساس، والفاعلية حفر على جدار الزمن، لكن وصفي التل يشكل حالة تميز جوهرها ",الإشكالية", وتداخل خطوط الرؤيا الموضوعية وله ثقل في إحداث الحدث السياسي أو تفعيل الواقع على الساحة، سواء أكان في مركز القرار السياسي أو معارضاً مركزياً..
ولأن وصفي التل لم يكن إلا مركزياً لا استثناء أو طروءاً طيلة مسيرته السياسية ولم يكن مجرد ",موظف سياسي", بل مدرسة سياسية لها منهجها وأيديولوجيتها ووسائلها المنسجمة مع المنطق خلق حالة من التناقض في فكر الآخرين أو سلوكياتهم لعدة أسباب:
أولاً: وضوح موقف وصفي التل من نظام الحكم في الأردن، وتأييده المطلق لمنهجه في زمن كانت المنطقة تغلي وتعج بالحركات الداعية إلى التغيير.
ثانياً: الرؤيا السياسية ذات الخصوصية والمختلفة عن النهج ",الناصري", أظهر وصفي التل لعامة الناس وكأنه نغمة خارج العزف لكنه بدا للخاصة بمثابة الحادي المعبر عن ضمير المسيرة.
ثالثاً: العلاقة والاحتكار والتلامس مع الحركات السياسية على الساحة العربية قبل رئاسته الحكومة وبعدها.. شكلت هاجساً معرفياً لكثير من الباحثين وهم يرسمون لونه السياسي والعقائدي.