يهدف الإعلام ووسائله إلى توعية الناس وتعليمهم وتوجيههم إلى إتباع الأصول والعادات الإجتماعية وتثبيت القيم والمبادئ والمحافظة عليها والحث على الإندماج الطبيعي في الحياة العامة وتوعية الناس وتثقيفهم بالمعلومات التي يجهلونها والتي تستجد في حياتهم على المستويين الداخلي والخارجي من خلال جمع الأخبار وتفسيرها والتعليق عليها لكي تكون أمام الرأي العام الفرصة ليتخذ ما يراه مناسباً من القرارات وإتاحة الفرصة للتفاعل الإجتماعي بين الأفراد والجماعات بالتواصل والتخاطب والتعبير عن الآراء والأفكار والمواقف بصورة أو بأخرى.

فالإعلام عملية تعبير موضوعي يقوم على الحقائق والأرقام والإحصاءات ويستهدف تنظيم التفاعل بين الناس كما أصبح رفيقنا الذي نأنس به والصديق الذي نستمع إليه وتهددت وسائله وزادت منابره حتى اخترق جدار خصوصيتنا وجلس بيننا متجاهلاً أعمارنا وثقافتنا وحقوقنا.

وقد قسم هذا الكتاب إلى ثلاثة فصول تناولت مختلف صور الإعلام الدولي، ففي الفصل الأول: مبحثان، المبحث الأول يتكون من مفاهيم الدعاية والدعاية السياسية والرأي العام والنظام السياسي ونظرية التأثير المباشر، وفي المبحث الثاني نعرض في إطار منهجي إشكالية ومدى تطابق شروط نجاح الدعاية السياسية الأمريكية.

أما الفصل الثاني: مبحثان، نعرض في المبحث الأول نشوء الدعاية السياسية في العالم وعلاقتها بالدين، وهي لها أشكال كثيرة، وقد لعبت قديماً دوراً تاريخياً في العديد من النماذج، مثل نموذج الدعاية الصهيونية، ونموذج الدعاية النازية، وأخيراً نموذج الدعاية الشيوعية، وفي المبحث الثاني من هذا الفصل نعرض أساليب وأنشطة الدعاية السياسية بشكل مفصّل ومفسّر، ونعرض بعد ذلك الشروط الهامة لنجاح الدعاية ومبادئها وطرق تنفيذها بشكل سليم وناجح.

وفي الفصل الثالث: هناك مبحثان أيضاً، يضم المبحث الأول منه الدعاية السياسية في أمريكا قديماً وحديثاً، والخدمات الدعائية للسياسة الأمريكية، وفي المبحث الثاني نتعمق داخل السياسة الداخلية الأمريكية والرأي العام، ونعرض تفصيلاً للسياسة الدعائية الأمريكية وصورة العرب داخل المجتمع الأمريكي.