وصف الكتاب
هذه الرواية التي طال انتظارها عبارة عن قصة حبّ رومنسية نُسِجت أحداثها في إطار سياسي واجتماعي وديني معقّد تختص به منطقة الخليج العربي، ويختلف عمّا هو سائد في سائر الأنظمة الحاكمة في المنطقة. ولعل ما يميز هذه الرواية عن غيرها هو المصداقية والصراحة اللتان تتصف بهما، فضلاً عن الأسلوب المباشر الذي اعتمده المؤلف.
إن بطل هذه الرواية تخيّله المؤلف كأحد أعضاء العائلة الحاكمة، متمتعاً بمحبة الأمير وأفراد عائلته، وبحظوة لديهم، كما أنه شابٌ تواق إلى اكتساب المعارف؛ ولا سيما كل ما له علاقة بماضي بلده وتاريخه. وبعد تعرضه إلى حادث مأساوي دمغ حياته، تغيّر تفكيره بشكل جذري، وازداد تعمُقه في أمور الحياة؛ رغبة منه في استكشاف ماضي بلده، والتخطيط بجرأة لمستقبله، ممّا دفعه إلى طرح الكثير من التساؤلات والاستفسارات في بيئة تشجع ضمناً على القبول غير المشروط بالواقع السائد.
وهكذا، تزامن فضول حميد مع تغييرات عظيمة يشهدها بلده، فضلاً عن فرص كبيرة تتحقَّق، وآمال بغد أفضل وأعظم، إذا فازت قطر باستضافة كأس العالم لكرة القدم في العام 2022، وكان حميد أحد الشهود على هذه اللحظة البهيجة. كما تزامنت تساؤلاته مع أولى جمرات السخط التي بدأت تشتعل في العالم العربي منذرة باضطرابات مدمّرة قادمة، ممّا جعله يخوض في بوتقة السياسة العربية.
وكانت هذه الفترة بالنسبة إلى حميد فترة نضج عاطفي أيضاً؛ مع ولادة قصّة الحبّ التي جمعت بينه وبين شابة جميلة وشغوفة وذكية وشجاعة وصريحة أسرت قلبه. إنها زهرة، تلك الفتاة المسلمة الآتية من شرق المملكة العربية السعودية، والتي استحوذت سريعاً على أفكاره وأحلامه أيضاً.
يمثّل حميد جيلاً كاملاً من الشباب القطري، لا بل من شباب الخليج عموماً، الذين امتلكوا حديثاً، على عكس جيل آبائهم وأجدادهم.. معرفة واسعة بالعالم، ومع ذلك، هناك قاسم مشترك بين جيل حميد وكلّ الأجيال الشابة التي سبقته؛ ألا وهو الرغبة في التمرّد على الأفكار الراديكالية، وفي استكشاف إمكانيات تخالف المعتقدات السائدة، وتثير استهجان مؤيدي تلك المعتقدات، سواء أكانت سياسية أو اجتماعية؛ تلك التي تُرفض بشكل قاطع على اعتبار أنها أفكار تخريبية. في الواقع، قد تكون ثروة حميد ومنصبه هما اللذين منحاه الجرأة للخوض في أفكار تُعتبر مثيرة للفتنة في بلده، لاسيّما مع جذبه اهتمام ",الكفار الأشرار",؛ علماً أنّ هذا الاحتكاك ساهم في توعيته حيال العالم الغربي أحادي البعد والذي غالباً ما يساء فهمه.
ويأتي التطوّر المأساوي الأخير في أحداث الرواية ليرسم صورة عن شجاعة الشخصيات الرئيسة التي تقف في وجه العاصفة، فعلى الرغم من أنّ الربيع العربي لم يكن قد بدأ بعد في الفترة الزمنية التي تجري فيها أحداث الرواية، إلا أنّها تشير إلى أنّ ربيعاً ما بدأ يزهر في قلوب أبناء جيل حميد وعقولهم؛ على أمل أن تؤدّي هذه الصحوة الشخصية لهذا الجيل إلى صنع غد أفضل للجيل المقبل.