من خلال هذا الكتاب سوف نتناول كيفية سعي الفرد لتحقيق حاجاته، وكيف يحدث الصراع المخل بالتكيف للشخصية مما يسهم في نشوء الإضطراب والذي يأخذ في التصاعد ليتحول إلى إضطراب مخل بتوازن وحياة الشخص ووسائل دفاعاته بمختلف مستوياتها الأولية والثانية والأخيرة، بأسلوب مبسط ليسهل على الأخصائي النفسي فهم مسببات الإضطراب وتطوره السلبي على شخصية الفرد، وكيف يقدم مساعدته للفرد لمساعدته على تحقيق حاجاته بمختلف مستوياتها.

فالشخصية ليست مجرد السلوك الظاهر للشخص، كما أنها ليست إجتماعاً لعدد من العناصر ولكنها كمال قال (البورت): ذلك التنظيم التفاعلي في داخل الفرد لجميع المنظومات الجسمية والنفسية التي تحدد الأساليب التي يتكيف بها الشخص مع بيئته، وهذا التفاعل يؤثر ويتأثر بالفرد، يحدد سلوكه الإجتماعي والفردي مع نفسه والآخرين.

وهذا ما سوف نتناوله في ما يأتي حيث مناقشة فكرة تفاعل الفرد مع الحياة وكيف يؤثر ويتأثر بها، وتشكل سلوكه الإجتماعي.