على مر التاريخ جبت الرموز إهتمام الفلاسفة والمفكرين والعلماء والفنانين والأدباء والنقاد ذلك لإدراكهم لدورها الحيوي ليس فقط في حياة الإنسان الإجتماعية والسياسية بل أيضا في إهتماماته الشخصية وإبداعاته الفكرية والفنية والأدبية. فالرموز ابدعها المجتمع والأفراد وهى فى الوقت نفسه عنصر مهم في تشكيل وإعادة تشكيل هويتهم الثقافية. ولكن بالرغم من هذا الإهتمام الكبير من الصعب أن يجد الفرد دراسة شاملة كاملة حول الجوانب المتعددة والمتداخلة من الرموز ودورها في تشكيل الثقافة أو المجتمع، بل على العكس يجد أغلب هذه الدراسات إنشغلت بمسائل فكرية ونظرية وإنحصرت في مجالات تخصصية بحتة منعزلة عن التخصصات الأخرى . وبالإضافة إلى ذلك لم تهتم معظم هذه الدراسات بالواقع الميداني او الإثنواجرافي للظاهرة الرمزية. ولقد جاءت الانثروبولوجيا الرمزية كى تتخطى هذه المشكلة وتدرس الثفافة من حيث هى نسيج رمزي فى مضمونها الإثنواجرافي الواقعي. الكتاب يسد نقصا شديدا في المكتبة العربية خاصة وبعد أن أثبتت الأحداث العالمية والمحلية الراهنة هيمنة الرموز بصورة طاغية على حاضر ومستقبل المجتمعات البشرية.