آدم بننبرغ، الذي يكتب لصحيفتي فورتشن وتايم، ومارك باري، مؤسس وكالة الاستخبارات التجارية في مانهاتن، يكشفان للقارئ ويصفان له بتفاصيل مثيرة، الديمومة المتعلقة بالجاسوسية في عالم الصناعة ويقدمان له وضمن استعراض مثير وصفاً مسهباً للشركات الأمريكية العاملة في الدعاية والإعلان، ويكشفان الحقيقة والنفاق الكامنين وراء تجارة الاستخبارات التجارية التي يبلغ حجمها مليارات من الدولارات. فكتاب ",وكر الجاسوسية", يمتع القارئ بالانتقال به إلى عالم سري غامض، حيث التجارة تعني الحرب وحيث المعلومات جديرة بأن تُسرق.

يلتقي القارئ بشخصيات مهمة ويسمع قصصهم؛ كريم فاضل يعاني من عقدة الذنب، يقوم بالإشراف على دائرة المعارض التجارية، وجان هيرنغن أحد نجوم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابقين الذي يقوم بتأسيس أول إدارة للاستخبارات التجارية في شركة موتورولا. هذه هي مجرد بداية. قرصان الكمبيوتر مارك مايفرت يكشف أنه تلقى في إحدى المرات عرضاً مالياً لسرقة البرمجيات العسكرية الأمريكية من قبل أحد المتطرفين الكشميريين. تشارلز هانت، نائب المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الفرنسية، يشرح آليات جمع المعلومات الاستخبارية السرية ويزعم أنه لا توجد هنالك أية شركة تتعامل بالمعايير الأخلاقية.

وهناك أيضاً أخصائية الأبحاث ليزلا يتفون، التي تكشف للقارئ عن مجموعة المعلومات التجارية التي تستطيع استخراجها في دقائق قليلة عن طريق جهاز هاتف وجهاز كمبيوتر ومودم فقط. بالإضافة إلى ذلك ومن خلال الوصف السردي للجواسيس التجاريين وهم يخططون لسرقة أسرار من شركات مثل جنرال إلكتريك، وهيوليت باكارد وجي.تي.إي.، يقدم الكتاب ",وكر الجاسوسية", صورة حية عن أسرع الصناعات الأمريكية ازدهاراً: الاستخبارات التجارية. وتجدر الإشارة غلى أن القصص التي أوردها المؤلفان هي قصص لا تصدق، إلا أنها جميعها صحيحة وواقعية إلى أبعد حدود.