",الكوميديا الإيطالية", كتاب موسوعي حاول مؤلفه بصدق ومحبة أن يعطي تلك العائلة العبقرية من الفنانين المبدعين بعض حقهم المهدور في زوايا الضياع والنسيان.

فالكوميديا ديلارتي لم تكن فن لإرتجال العفوي وحسب، ذلك الفن القائم على الخفة والبراعة والظرف والإيماء، ولكنه نوع مسرحي متميز يسعى إلى تعرية البؤس الروحي للبشر.

والكتاب ليس بحثاً في الغريب المتنافر والظريف... من ميراث تلك العائلة عبر ثلاثمئة سنة من الإبداع المدهش، ولكنه محاولة لجعل الحياة تدب من جديد في أفرادها... لنتعلم منهم أن الفن العظيم يكون مفيداً بقدر ما يكون ممتعاً، وهو منعم بالخيال والتخيل بقدر ما يكون صادقاً ولاذعاً في كشف العيوب والأمراض التي يعاني منها الجميع.

ولعل عظمة الكوميديا ديلارتي تتجلى، قبل كل شيء في أنها كانت بلا نصوص... لأن الحياة لا تطيق التعليب.

ولقد حاولنا أن تكون الترجمة مبسطة وقريبة ما أمكن إلى لغة الحياة، لأن الكوميديا الإيطالية كانت مسرح الحياة في أبهى صوره الإبداعية العفوية.