يندرج كتاب لوكاتش ",نظرية الرواية", في إطار الفلسفة المادية التي ورثها لوكاتش عن هيغل وهذا واضح في ثنايا هذا الكتاب حيث لم يخرج لوكاتش عن الهيغلية إلا في بعض تفسيراته الغالب عليها طابع المحلية نتيجة مرارة السيطرة الإمبراطورية النمسا أوغارية (Ausrougarska) على بلاده المجر فتركت بصمتها على أعمال وأفكار تلك الفترة.

ومن هنا، جاء تحذير لينين للوكاتش والطلب إليه بأن يصمت، حيث لاحظ لينين بوادر الإنحراف عن الخط الماركسي لدى الكاتب بإتجاه الهيغلية، علماً بأن ماركس نفسه خرج من عب الهيغلية، وأن الماركسية في وجه من وجوهها هي بنت الهيغلية، ثم ألم يكن ماركس أحد الهيغليين الشباب؟...

هذه القضايا الهامة في عالم الرواية وفلسفتها تمثلت في كتاب ",نظرية الرواية", الذي بين أيدينا وقام بترجمته في الثمانينات الأستاذ نزيه الشوفي ونغد من المكتبات مخذاك، فرغبنا أن نعيد نشره بحلته الجديدة لنقدم إلى القارئ العربي ما يفيده من الثقافة الأوروبية وبما ينسجم مع خط الحار والله ولي التوفيق.