إذا كنا نجد إهتماما في مجال التأليف بأبراز العديد من الاتجاهات الفكرية، إلا أن إبراز الاتجاه العقلي في الفكر الفلسفي العربي، لم ينل حظه من الدراسات الفلسفية وخاصة عند العرب ، وذلك رغم ضرورته القصوى في أيامنا المعاصرة، إذ يرتبط بقضايا عديدة من بينها قضية ما يقال عن أنه غزو ثقافي، إلى آخر القضايا التى تثار الآن في أيامنا الحديثة والمعاصرة. ومن هنا كانت سعادتنا حين أقدم الدكتور/ سعيد مراد على البحث في موضوع العقل الفلسفي في الإسلام. لقد أخلص لدراسة هذا الموضوع، أو هذه المشكلة، إخلاصا بغير حدود ، لقد ملك زمام أكثر الأدوات التى يحتاج إليها الباحث: عقلية متفتحة وسرعة بديهة ، وإطلاع غزير على مئات المصادر والمراجع التى يحتاج إليها البحث في ذلك الموضوع الشائك، موضوع العقل الفلسفي عند عديد من المفكرين العرب القدامى منهم ، وأيضا من عاشوا في عصرنا الحديث. إنه صاحب قلم راسخ متمكن ، يدرك امانة الكلمة ومقدار خطورتها واثرها على النفوس والعقول. لم يلجأ إلى التظاهر والغرور لم يزعم لنفسه أنه صاحب مشروع في ذلك المشروعات الجوفاء التى يتحدث عنها أشباه الأساتذة ، والتي تعد أقرب إلى الكلمات المتقاطعة والطبل الأجوف. ولا شك في أن الدكتور / سعيد مراد سيواصل طريقه فى البحث عن كنوز فكرنا العربي القديم منه والحديث حتى يضئ شمعة تفسح الطريق أمام العقل وتبدد ظلام العدم واللامعقول.