فالذي يشاهده الباحث المنصف، أن الفلسفة اليونانية منذ أن دخلت للعالم الإسلامي، أوجدت فئة من الفلاسفة، الذين لم يكن لهم عم إلا احلال الفلسفة مكان الدين الإسلامي .
ولم يكن أتباع الفلسفة الإشراقية بمعزل عن هذا، بل كانوا في صدارة الساعين للتوفيق بين الدين الإسلامي والفلسفة، وأما في حقيقة أمرهم وحالهم، فإن همهم نصرة مذهب أفلاطون اليوناني، وأما نصوص الدين الإسلامي، فلا وزن لها عندهم، فضلا عن علماء الشريعة، الذين لا ينظر إليهم هؤلاء الفلاسفة إلا بعين الإزدراء .
أما عند الشيعة الاثني عشرية فلم يكن الحال مختلفا، فمع ان المذهب الشيعي يقوم على نظرية الإمام المعصوم، الحافظ للدين، إلا أن التشيع قد انقسم إلى : تشيع كلامي، له فهم مستقل لأصول الإيمان في المذهب الشيعي، وتشيع فلسفي، يناقض التشيع الكلامي تماما، مقدما تفسيرا مختلفا لما هو مذكور في الكتب الشيعية، من وجوب الإيمان بخمسة أصول : التوحيد، العدل، النبوة، الإمامة، المعاد .