لقد لعبت فيزياء وهندسة الليزر دوراً في زيادة الجانب النوعي لمنظومات الليزر الصناعية وخفض كلفة تصنيعها وإنتاجها تلبية لحاجة ماسة لهذه الأداة الدقيقة، وقد بلغت حدود النوعية العالية لليزرات أن اقتحمت ميدان إنتاج التراكيب فائقة الدقة (الناتو) سواء كأداة لإنجاز العمليات الهندسية الدقيقة، أم كمصدر طاقي لإنتاج وتحضير مثل هذه التراكيب من خلال تقنية الإزالة بالليزر، أم كأداة للتشخيص والقياسات غير الإتلافية لخصائص مثل هذه التراكيب، إذ ليس هنالك محددات عملية أمام إستخدام الليزر في أي من هذه الجوانب التطبيقية.
إن تناول القطع بالليزر في كتاب يشتمل على الكثير من التفاصيل النظرية والعملية لهذا التطبيق جاء استجابة لحاجة حقيقة لدى القارئ العربي المختص والمهتم على الصعيدين الأكاديمي والتطبيقي من خلال بسط مفاهيم هذا الفرع المعرفي وسبر أغواره وجعلها في متناول المستخدم خاصة بعد أن أصبحت الأسواق العربية قادرة لى استيعاب حملة الإختصاص ونتاجاتهم البحثية والصناعية على طريق تنشيط الحركة الصناعية التي يعد هذا التطبيق (القطع) ومثيلاته من أركانه الأساس. كذلك، فإن الإتجاه الذي تشهده أقطار عربية عدة نحو التنمية الصناعية إنما تبدأ بتوظيف التقنيات المتقدمة وضبط معاييرها قبل الشروع بتحقيق الإتساع العمودي لخطط التنمية هذه.
هذا الكتاب يمثل دليلاً تعليمياً وتطبيقياً في امتلاك الراغبين منظومة ليزر مصنعة محلياً لاستخدامها في تطبيقات القطع، بغض النظر عن ضرورة الحصول على مؤهل أكاديمي عال أو خبرات تقنية وفنية متقدمة.