وصف الكتاب
لم تفقد كتابات ",أرسطو", الأخلاقية والسياسية بريقها بعد، بل إن الأمر الذي يدهشنا حقًا أن بعض آراء ",أرسطو", السياسية لا تزال بعض نظرياته السياسية قادرة على إلهامنا وإفادتنا فيما نعايشه من مشكلات أخلاقية وسياسية كثيرة معاصرة!
إن الفضيلة عند ",أرسطو", متعلقة بانفعالات الإنسان وأفعاله؛ ولذا فإنه يرى أن سالك الفضيلة إنما هو حر يمتلك إرادة الفعل الأخلاقي، وإلا ما قبلنا أفعال بالثناء والمدح.
إن على الإنسان دائمًا أن يعي معنى الفضيلة، وأن يربأ بنفسه عن الجهل بها، وإذا ما أدرك معناها ينبغي ألا يتوقف عند حدود العلم النظري، بل ينبغي أن يسلك إرداديًا واختياريًا وفقًا لما علم!
إن وجود نظام تربوي مطابق لدستور الدولة.. تلك نقطة في غاية الأهمية من وجهة نظر ",أرسطو", لاستقرار الدول؛ حيث إن أنفع القوانين- حسب تعبيره- تصير لغوًا إذا كانت الأخلاق والتربية لا تطابق المبادئ السياسية الديمقراطية.
ولقد سبق ",أرسطو", بهذا المبدأ كل النظم السياسية الحديثة التي اتخذت بالفعل من نظامها التربوي أداة للاستقرار السياسي؛ نظرًا لأنها تربي وتعلم النشء المبادئ السياسية وتغرس فيهم احترام هذه المبادئ.