لقد قيل قديماً (اعرف نفسك)، وهي عبارة قد وجدت منقوشة على معبد (دلفي) في بلاد اليونان القديمة، وتنسب أحياناً إلى سقراط في مدلولها الحكمي. على ضوء هذه المقولة يمكن القول بأن المعرفة النفسية في عصرنا هذا أضحت إحدى مستلزمات هذا الزمان، وهذا أمر لا يقتضي برهان، إذ أن سلوك الإنسان مرتبط بتكوينه النفسي، وبواقعه الاجتماعي وبحاضره الثقافي. وهذا الكتاب هو بحث في علم النفس، وتطبيقاته الاجتماعية والتربوية، الهدف منه تزويد القارئ بثقافة في هذا المجال ليكون على اطلاع بقدر الإمكان على أقرب شيء إليه، على نفسه ليعلم ما تفسير ما يدور في خباياها.