علم النفس الحديث ركيزة الإنسان المفكر في عصر الذرة والإلكترون، اختصاص إنساني ناجح، بفضله تطور الإدراك وتغير المفهوم التقليدي وبات الإنسان عضواً متكاملاً مع المجتمع الطامح إلى حياة مفعمة بالأعمال الناشطة والفكر الهادف إلى اكتشاف العلل وتحديدها ومعالجة المعلول والتوصل إلى نتيجة علمية منطقية الصفة، وسيكولوجية الأبعاد. من هذا المنطلق يقدم المؤلف كتابه حول النظريات الحديثة في علم النفس. وهو يقدّم نصوصاً لكل من سيجموند فرويد، هنري بريفستون، ألفرد أدلر وآخرين. وهذه النصوص تساعد القارئ على معايشة نظرية العالم النفساني، وبالتالي تفسح له المجال كي يكوّن فكرته الانتقادية الخاصة من غير الالتزام بوجهة نظر الناقد.

لذا لم يقم المؤلف الذي هو مترجم هذه النصوص في كتابه هذا، إلا بدور المشرف على تنسيق النصوص والتعريف بهوية كل واحد منهم بطريقة مختصرة، فالنص بذاته خير شهادة على هوية المؤلف، والتعريف في البداية بواسطة نصوصهم الأصلية أعقل وأوضح، نظراً إلمكانية تشعب الآراء وتباعد الأهواء والغايات فيما يتعلق بمزاج الناقد ومستواه وأغراضه الباطنية على الأخص وبهذا يمكن تفسير كل نظرية نفسانية بطريقة متباينة، إن لم يكن بشكل متناقض. وقد سار المؤلف على منهجية الكاتب أرمان كوفليه في كتابه "نصوص مختارة للمؤلفين الفلاسفة". ومن وحيه وضع هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ، وحصل اختيار بعض المواضيع نظراً لأهميتها الهادفة بالنسبة للمجتمع العربي الزاخر بالإمكانيات العقلية والشعورية على اختلاف أبعادها ومعطياتها.