يقدم هذا الكتاب بعض العمليات العقلية التي يكتسب عن طريقها الإنسان المعرفة التي تؤدي إلى النمو الشخصي والاجتماعي للأفراد، فضلاً عن تطور المجتمعات الإنسانية، ولذا يطلق عليها اسم "العمليات المعرفية". هذه العمليات المعرفية كالانتباه والإدراك والتفكير والتعلم وغيرها، تشكل البنية الأساسية لأحد فروع علم النفس وهو "علم النفس المعرفي".

ويضم هذا الكتاب تسعة فصول، فصلاً عن قاموس المصطلحات السيكولوجية المستخدمة والتي لاغنى عنها للطالب والباحث. يقدم الفصل الأول عرضاً لتطور الفكر السيكولوجي منذ القرن التاسع عشر حتى القرن الواحد والعشري، حيث ينتهي بنشأة علم النفس المعرفي. ويتناول الفصل الثاني شرح جذور علم النفس المعرفي والعوامل المؤثرة التي أدت إلى انبثاق هذا العمل ووجهات النظر الجديدة التي يقدمها. ثم يقدم تعريفاً بهذا العلم وموضحاً اهتماماته وموضوعاته التي يهتم بدراستها، ومعنى "المعرفة" وأنواعها.

ويختص الفصل الثالث بموضوع "النشاط العقلي" أو "المعرفي" فيوضح معناه ووظائفه وفوائده للإنسان. ثم يبدأ بعرض العمليات العقلية أو المعرفية، مبتدئاً بعملية "الانتباه" وهي من أهم موضوعات علم النفس المعرفي والتي تبنى عليها العمليات العقلية الأخرى. ويعرض الفصل الرابع موضوع "الإدراك الحسي"، الذي استفاضت في دراسته العديد من مدارس علم النفس، لأهميته في تفسير الإنسان لما يحدث حوله.

ويتناول الفصل الخامس موضوع "التفكير" متضمناً الاستدلال والابتكار. فهو يتناول موضوع "حل المشكلات" من زوايا مختلفة، كما يشرح "ظاهرة الإبداع" وتحليلها من وجهات نظر عديدة، ثم يبين دور "الحدس" أو "الإلهام" في الابتكار العلمي والإبداع الأدبي. أما الفصل السادس، فيعالج موضوعاً غاية في الأهمية بالنسبة لكل الأفراد والمجتمعات، حيث أنه عامل فعال وجوهري لترقي مستوى التعليم وتحسين نوعيته، بل إنه أحد العوامل الرئيسية في عملية النمو والتطور وتشكيل العالم الذي نعيش فيه. إن موضوع هذا الفصل هو "التعلم"، هو لا غنى عنه لتطور وترقي وظيفة المدرسة وبرامج إعداد المعلم.

ويختص الفصل السابع بموضوع "الذاكرة" أو "التذكر" وبالتالي "النسيان"، حيث يعرض التجارب السيكولوجية المبكرة في هذا المضمار، ثم يتطرق إلى تطور جديد من الفكر السيكولوجي في دراسة الذاكرة والعمليات المعرفية التي سبقتها وهو ما يعرف باسم "نظرية معالجة المعلومات" كما يتضمن الفصل أيضاً النتائج التجريبية في التذكر والنسيان والتي أدت إلى "مبادئ الاقتصاد في التعلم"، والعوامل المؤثرة في النسيان، وشروط التحصيل الجيد.

وفيما يختص بالفصل الثامن فبالرغم من أن السيكولوجيين المعرفيين لا يهتمون كثيراً بموضوع "أحلام النوم" فإن مدارس سيكولوجية أخرى كالتحليل النفسي وعلم النفس التحليلي وغيرها، تؤكد أهمية دراسة هذا الموضوع في فهم الظاهرة النفسية وسير أغوار النفس البشرية. يستعرض هذا الفصل تفسيرات مدارس علم النفس المختلفة لأحلام النوم، ثم يوضح الاتجاه الفسيولوجي التجريبي في دراسة أحلام النوم في معاهد متخصصة، وذل لمعرفة العوامل البيوكيميائية التي تنشط المخ أثناء الحلم أو تعمل على كف هذا النشاط.

ويختتم الكتاب بالفصل التاسع الذي يقدم عرضاً للمتميزين في المعرفة الحاصلين على جائزة نوبل خلال القرن العشرين في الأدب والسلام والفيزياء والكيمياء والطب.