تشكل دراسات علم النفس السياسي جزء من العلوم السياسية وأن تطوره كحقل في مجال العلوم السياسية بدء منذ سنوات الستينات من القرن العشرين في الولايات المتحدة الأمريكية وتوسع نطاق بحوثه على المستوى الأوربي من بعد. وتتركز مواضيعها في الإجابة على الأشئلة التي يطرحها كل إنسان فيما يخص العمل السياسي وأسباب البحث عن السلطة وما تعنيه السلطة للباحث عنها ولماذا يخضع قسم من الناس إلى ظاهرة السلطة وماذا يعني خضوعهم ولماذا يرفض القسم الاخر هذا الخضوع؟ وما هي الآيات التي تلعب دوراً في كلتا الحالتين؟ ولماذا يشارك الأفراد في السياسة وكيف تتم هذه المشاركة؟ وهل هي عامة أم خاصة؟ وما دور الثقافة في زيادة حجم هذه المشاركة أو التقليل منها؟ بعبارة أخرى تتركز هذه الدراسات في تقديمها تفسير لسلوكية الأفراد والجماعات من خلال البحث عن الدوافع الكامنة لتصرفاتهم العلنية التي يتم استخلاصها من خلال: أولاَ: مراقبة هذه السلوكيات بهدف معرفة ماهية العوامل المحركة لها. وثانياً: تقديم محاولة لتفسيرها. وثالثاً: ومن خلال هذه المحاولة يمكن صياغة مجموعة من الإفتراضات التي تساعد الباحث في هذا المجال لتوقع ما يمكن أن يحدث في المستقبل.
ومن أجل الإحاطة ببعض مجالات هذا الحقل بحث هذا الكتاب في الفصل الأول والثاني مفهوم القوة والدوافع وراء البحث عنها، وما يعنيه الحصول على القوة بالنسبة للباحث عنها أو للخاضع لها. ولكون أن التنافس على الحصول عليها بشكل محور هذا البحث كان من الضروري دراسة القائمين عليها وخصوصية كل واحد منهم في الفصل الثالث الذي يبحث في مفهوم القيادة وأنواعها والسلوك السياسي لكل واحدة منها.
ومن أجل معرفة ماذا يعني التطرف والإرهاب كان من الضروري الوقوف عند هذا الموضوع من أجل دراسة ومناقشة الأفكار التي طرحت في هذا المجال مع محاولة تقديم تفسير للدوافع المحركة لشخصيات هذه المجموعات، وهذا هو صلب موضوع الفصل الرابع من هذا الكتاب. أما في الفصل الخامس فسيتناول الكتاب بحث موضوع الهوية السياسية وما دور التنشئة السياسية في خلق هذه الهوية والكيفية التي تتم بها عملية التنشئة السياسية وما معنى الرأي وكيف يتم خلقه. أما الفصل السادس فانه سيتناول موضوع معنى المشاركة السياسية والإرتباط السياسي والعوامل التي تقرر سلوكية الفرد والمجموعات. كما أن تكور مفهوم الدولة القومية منذ قرابة قرنين من الزمن لم يمنع من بروز الصراعات القومية تارة بين الدول وتارة داخل المجتمع السياسي بين عناصره المكونة له وقد قادت هذه الصراعات إلى حروب ومجازر وتصفيات جسدية فما هي دوافع وراء هذه السلوكية السياسية؟ هذا هو صلب موضوع الفصل السابع؟ وبهدف الموضوع الأخير التعرف عن ماهية العلاقة بين معتقدات وقيم مقرري السياسة الخارجية عند وضعهم لها وأرضيتهم النفسية.