يهدف هذا الكتاب في المقام الأول، إلى وضع أساسيات لعلم النفس الديني من وجهة نظر دينية بغض النظر عن تنوع وجهات النظر هذه سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو يهودية، وإن كانت صبغة هذا الكتاب يغلب عليها الطابع الإسلامي بحكم انتماء المشاركين في إعداد هذا الكتاب إلى الدين الإسلامي، ولقد دفعني الحماس العلمي-لوضع أساسيات هذا الفرع التخصصي العلمي-إلى الاتصال بمجموعة من الزملاء والزميلات المهتمين بهذا المجال.

ويتضمن هذا الكتاب أثني عشر فصلاً، حيث يهدف الفصل الأول إلى إعطاء فكرة عامة عن ماهية علم النفس الديني وتطوره ومجالاته، في حين يلقي الفصل الثاني الضوء على ماهية منهج البحث العلمي وخطواته وأنواعه، وتناول الفصل الثالث مراحل النمو المختلفة للإنسان وحاجاته الأساسية، ويبحث الفصل الرابع موضوع الإدراك الحسي عند الإنسان مع شرح واف لأعضاء الحس المختلفة من حيث تركيبها ووظائفها، ويشير الفصل الخامس إلى مبادئ التعلم في القرآن الكريم حيث يبين أنها لا تعمل كل على حده، وإنما تعمل متفاعلة، كما يبين أن المبادئ لا يستفاد منها بكيفية واحدة في المواقف المختلفة ولتحقيق أهداف مختلفة، وإنما يستفاد منها بقدر معلوم في الظروف المؤثرة وبكيفية متباينة في المواقف المختلفة، في حين يهدف الفصل السادس إلى عرض دراسة الانتماء الديني للوالدين في البيئة الإنجليزية من وجهة نظر أمبيريقية وأثر ذلك على سلوكيات الأطفال، ويتناول الفصل السابع بعض القضايا المرتبطة بالأسرة مثل أسس بنائها، والزواج، واختيار القرين، وإجراءات الخطبة، والمهر وإعداد منزل الزوجية وتقاليد الزواج وأنواعه، وتعدد الزوجات، والدور الزواجي، وعمل المرأة المتزوجة والإنجاب وأثر ذلك على تنشئة الطفل، كما يقدم الفصل الثامن اقتراحاً لتصنيف بعض القيم الإسلامية بالإضافة إلى تقديم تصور جديد للبحث الإمبريقي للقيم في المجتمع الإسلامي، ويهدف الفصل التاسع إلى توضيح بعض الأطر النظرية التي تتناول سمات الشخصية من وجهة نظر إسلامية، ومفهوم الشخصية بين القرآن الكريم والسنة النبوية وعلم النفس، ويتناول الفصل العاشر شخصية الداعية وأدواره المختلفة كإمام، وخطيب، وواعظ، ومرشد ديني، ومدرس ديني مدعماً ببعض نتائج الدراسات العربية والأجنبية في هذه المضمار، ويهدف الفصل الحادي عشر إلى وضع معايير لنجاح الداعية وذلك من خلال عرض لبعض النظريات المرتبطة بالاتجاهات مثل نظرية الإقناع، والوعظ الديني، ونظرية الفعل المقنع، ونظرية الجماعة المرجعية، بالإضافة إلى بعض نتائج الدراسات الإمبيريقية في هذا الصدد، وأخيراً يتناول الفصل الثاني عشر أثر التدين على بعض الأمراض النفسية من خلال دراسة امبيريقية، واقتراح نموذج نظر ديني مشتق من أصول ومقومات الدين الإسلامي الحنيف، بحيث يكون هذه النموذج مشتملاً على المظاهر المتعددة لمضمون الإسلام، ثم تجريب هذه النموذج في مجال العلاج من بعض الاضطرابات العصابية.