علم النفس التحليلي للدكتور "محمد حسين ضيائي" كتاب أحاط بجميع جوانب علم النفس التحليلي، إذ أن المصنف قد أشبع دراسته لهذا الموضوع بحثاً، وسلك المنهج العلمي السليم، ودلل -وهو يتنقل بين فصول الكتاب وأبحاثه- على العلم الجم الذي أحاط به من: فقه وأصول وحديث وتربية وعلم النفس وعقائد وأدب وفلسفة ومنطق وسيرة... وغير ذلك، ومن ثنايا حديثه يبدو أن له مؤلفات أخرى في: إعجاز القرآن الكريم والفلسفة والمنطق والفقه والأصول، وله ديوان شعر باللغة الفارسية أيضاً.

ويحتوي هذا الكتاب على خمسة فصول: تكفل الفصل الأول: بشرح المقدمات كتعريف علم النفس وفائدته وأهميته، والفرق بين الأفعال البدنية والنفسية، وتأثير الأمراض النفسية في الجسم وبالعكس، وأفعال الحواس، وهل القلب مركز العاطفة والإدراك؟

والفصل الثاني: اشتمل على حقيقة النفس وارتباطها بالجسم، وانقسم على قسمين: درس القسم الأول منه استقلال الوجود النفسي عن الجسم، وبيان نظرية دكارت في النفس، وظهور الانفعالات العصبية وجهاز الاتصالات في البدن والحديث عن الدماغ وعمله وعدم حضور جميع المعلومات في الذهن في أن واحد.

أما القسم الثاني: فقد تكفل ببيان كيفية ارتباط النفس بالجسم وتقسيم النفوس وعقيدة الماديين حول النفس، ومعنى الدهر والصدفة. والفصل الثالث: تكفل ببيان أنواع النفسيات، فأوضح الغرائز في القسم الأول منه، وبين النظرية الدارونية ورأي فرويد، وتحدث عن الرؤيا والنوم الاصطناعي، وإحضار الأرواح، والنوم المغناطيسي، والعلم اللدني، والعلم المكتسب.

وفي القسم الثاني منه: يبحث عن الإحساسات كحاسة البصر والسمع والتوازن والشم والذوق واللمس والإحساس بالحرقة والألم والحرارة والحركة العضلية والإحساس الداخلي.

وفي القس الثالث: حديث عن العواطف كالخوف والاضطرابات والقلق والغضب والكآبة والسرور والفرح والخجل والحياء والحب والخشوع والشفقة واللذة. وتكفل القسم الرابع: بشرح المشاعر والإدراكات كالخيال والفهم وتداعي المعاني والفطنة والذكاء والذاكرة والتشخيص والتفكير.

وفي الفصل الرابع: حديث عن منشأ الاختلاف بين نفسيات الأفراد وعن الوراثة والمحيط. وتكفل الفصل الخامس: الكشف عن الشخصية، وتشخيصها واختلافها، وعوامل تخلف الأطفال، ومنشأ التكبر، والصفات المكونة للشخصية، واختلال الشخصية كالاختلالات العضوية والروحية والسلوكية، ورأي العلماء في السلوك وطرق علاج السلوك المنحرف، والروحية العالية والقوية، والنبوغ، والفرق بين النوابغ والأولياء، وتفاوت نفوس الأنبياء عليهم السلام)، وأفضلهم، وواجبات خلفاء النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم)، والخصائص الروحية والمعنوية لخلفائه (صلى الله عليه وسلم).