يقضي أفراد المجتمع حالياً ربع فترة استيقاظهم على الأقل بمتابعة وسائل الإعلام المختلفة، ولا شك أن تأثيرها النفسي مهماً في حياتهم، ولا يستطيع أفراد المجتمع حالياً الاستغناء عن وسائل الإعلام حتى ليوم واحد فقد أصبحت هذه الوسائل أسلوباً لربط الفرد مع المجتمع، فهو أثناء جلوسه في منزله يستطيع أن يعلم كل ما يدور في العالم ويشاهد مختلف الثقافات ويطلع على عدة أنماط من المجتمع كل منهم يتصرف ويسلك كما يحلوا له، ومن هنا أصبح الإعلام بوابة العقل كما يحسن لنا كمؤلفين تسميته .

إن هذه الأداة الإعلامية بكل ما تحمله من مزايا لا يمكن تجاهلها، ولها عيوب لا يمكن إخفاؤها تؤثر على نفسيات الأفراد والمجتمعات فترهقهم من ناحية وتساهم في بنائهم النفسي وتسليتهم من ناحية أخرى لذا كان لا بد من الكتابة في هذا الموضوع .
من خلال تدريسنا لمادة علم النفس الإعلامي لعدة سنوات، لاحظنا قصوراً في عدد الكتب التي تعنى في علم النفس الإعلامي، فوجدنا أن الكثير من الكتب إما أنها تهتم بالإعلام كظاهرة فتتحدث عن وسائل الإعلام فقط، أو أنها تتطرق إليه بشكل عام في كتب علم الاجتماع، وحتى الكتب التي تعنى بعلم النفس الإعلامي لوحظ بأنها لا تربط الإعلام بالجوانب النفسية بالشكل المناسب، لذلك جاءت فكرة تأليف هذا الكتاب وقد عمل المؤلفان جهداً طويلاً من أجل تجميع مادة من بطون الكتب ومما أتيح لهم من معرفة.

ويأتي كتاب علم النفس الإعلامي ليرفد الفكر الإعلامي النفسي لكل الإعلاميين وإلى كل الطلبة الذين يدرسون، سواء تخصصات علم النفس أو تخصصات الإعلام، وقد امتاز هذا الكتاب بالربط ما بين الجانب النظري والعملي، فقد قدم المؤلفان المفهوم مع مثال عليه أو أكثر حتى يسهل للقارئ استيعاب الفكرة وتطبيقها .