يهدف هذا الكتاب إلي الحديث عن شئ للأسف الشديد أصبح اليوم غائب في قلوب كثير من الناس ، أصبح من الأمور المهمشة في الحياة مع أن ديننا العظيم يدعونا إليه دائماً لأنه هو دين الحب والتسامح ، فكل الكتب السماوية تحدثت عن الحب وأعظم كتاب تحدث عن الحب على وجه الأرض إنه كتاب الله العظيم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بها من المواقف الرائعة التي تتحدث عن الحب .
وسيفاجأ القارئ لهذا الكتاب بالحديث عن الحب بالمعنى الحسي بخطوات عملية ودلائل وعلامات يستطيع أن يعرف بها مكانه ومكانته من الحب والمحبوب حيث يستعرض الكتاب موضوع الحب من بداياته وتأصيل معناه ، وإثبات أن الحب صفة من صفات الله تعالى وأن القرآن الكريم هو أفضل كتاب على الإطلاق تحدث عن الحب بمفهومه المجرد عن أي شهوة أو شبهة أو مصلحة وبيان الآيات القرآنية لذلك ، وكذلك حفلت السُنة النبوية بالعديد من المواقف الحياتية للنبي صلى الله عليه وسلم مع الجميع زوجاته وأصحابه حتى أنه امتدَّ ليشمل الجمادات ، وورد لفظ الحب كثيرًا على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم في مناسبات مختلفة: أي إنه لم يكن شيئًا يعاب الحديث عنه ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أحب السيدة عائشة حبًا مختلفًا عن باقي أزواجه من أمهات المؤمنين وأخبر عن ذلك أنه شيء يملكه الله ولا يملكه هو صلى الله عليه وسلم. إذن فالحب في ذاته ليس حرامًا ولا عيبًا ولا مرضًا ولا ضعفًا من وجهة نظر الإسلام وعلى سبيل المثال لا الحصر :- حديث مغيث وبريرة يحسم أمورًا كثيرة: أولاً: الرسول صلى الله عليه وسلم تعاطف مع المحب ولم ينهه عن حبه. ثانيًا: الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ تعاطفه مع المحب أن تشفع له بنفسه عند من يحب، وهذا أمر تثقل دونه الجبال.
كما تضمن الكتاب كذلك أنواع الحب المختلفة ولا تعارض بين هذه الأنواع؛ بحيث تؤدي شدة هذا النوع من الحب إلى ضعف ذاك. فلا تعارض بين حب الله وأنواع الحب الأخرى مثل حب ذوي القربى، وحب الإخوة، وحب العلم، وحب الحبيبة كما استعرض الكتاب درجات الحب ومراحله وهل حينما يرى الإنسان محبوبه من أول نظرة هل هذه النظرة تصنف حباً أم إعجاباً ؟ وما يحدث للجسم أثناء الحب مروراً بعلامات الحب الصادق بين الزوجين ، وعرض بعض الدراسات نفسية عن علامات الحب عند المرأة والأشياء التي تحبها المرأة في الرجل ، وقصة حب مغيث وبُريرة التي تعد أقوي قصص الحب في عصر النبي صلى الله عليه وسلم واستعراض حوار لطيف بين القلب والعقل وتناول موضوعات شائكة بشكل جديد كالحب وفارق السن والحب والكرامة وبين الغيرة وأنواعها وأسبابها ، ودراسة ظاهرة الإنفصال العاطفي ومظاهره وأسباب حدوثه وذكر بعض أقوى نماذج الحب في عصر النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم مختتماً صفحات هذا الكتاب ببعض الأشياء التي تجعلك محبوباً وبعض أقوالي في الحب وعن الحب لأبين من خلال تلك الكلمات والصفحات القليلة أن الدين الإسلامي هو دين الحُب بكل أنواعه ودرجاته ومراحله وأن الشريعة الإسلامية هي أول من أطلقت دعوة لزرع الحب والتسامح بيننا.. دعوة لتجديد معانى الحب فى قلوبنا.. دعوة لترسيخ مبادئ الحب فى أعمالنا.
فبالحب خلق الله الخلق، وبالحب أمرهم بعبادته، وبالحب سيكافئ الله الصالحين على أعمالهم فهيا معًا لنحيى أفعالنا وتصرفاتنا بالحب ونتعامل مع الآخرين بحب لذلك جعلت " يلا نحب " عنواناً لهذا الكتاب الذي أرجو أن ينفعنا الله به .

المؤلف
د . أشرف الحواط
الداعية الإسلامي واستشاري الموارد البشرية والتدريب