يعد علم النفس العلم الأصعب والأخطر بين علوم البشر لان هذا العلم متغير غير ثابت ولكل انسان عالمه النفسي الخاص په فالحديد يتمدد بالحرارة وينكمش بالبرودة فهل سمع أحدكم أن الحديد كان منزعجا هذا اليوم فلم يستجب للحرارة ويتمدد؟ فهذه طرفة اداعب فيها مخيلة القارئ النجيب. ظهرت عشرات النظريات والفرضيات التي تعالج قضايا النفس البشرية وتحدد مكنوناتها وارهاصاتها وحاجاتها وكل نظرية تلغي وتسب ما قبلها. ولكل نظرية شيئ من الصحة واخر من الخطأ والقصور. فالصح جاء من خلال معرفة بعض مكنونات النفس البشرية ودراستها بشكل علمي صحيح والخطأ والقصور جاء من خلال عدم القدرة اطلاقا على فهم كل محركات ونوازع الانسان الطبيعي فما بالك بمحركات ونوازع الانسان غير الطبيعي ، وكل واحد منا يحمل في نفسه نزقا غير طبيعي قد يتضخم عند هذا الانسان ويضعف عند غيره وقد يبرز اليوم في نفس الانسان ويخفت في اليوم القادم هكذا هو الانسان. اما ابو الحسن ابن مدرسة رسول وباب مدينة علمه ، حيث قال الرسول "انا مدينة العلم وعلى بابها". اي ان علم الرسول هو علم الله وهو علم ألهَمهُ الله بهما وليس دراسة او تجربة، وعلي هو بوابة هذا العلم الالهي المحمدي لذلك فان قدرة ابي الحسن على سبر أغوار النفس البشرية تختلف اختلاف مطلقا وجوهريا عن قدرة كل البشر على الأرض بعد رسول الله لانه ابن مدرسة رسول الله التي هي مدرسة الله. فما يحس به أبو الحسن من النفس البشرية وما يعانيه وما تريده وما يخيفها وما يسعدها وما يجزعها وما يرفعها وما يضعها فهذا يعني الاحساس احساس صادق دقيق علمي لا يمكن أبدا أن يتوصل اليه غيره من علماء النفس.