فرض مصطلح التنمية المستدامة نفسه في العقود الأخيرة بقوة على الساحتين الأكاديمية والسياسية وتضافرت الجهود من أجل جعله قابلا للتطبيق، ونظرا للمتطلبات المتعددة التي يقتضيها فإن تفعيله وإدراج أبعاده محليا وإقليميا ووطنيا يطرح تحديات وإشكاليات لا يمكن تجاوزها إلا من خلال العمل على "التحسين التدريجي و التفاعل الدائم بين جميع الفعلين (...) بهدف التوصل إلـى تنمية أكثر ثباتا وأفضل قليلا من ذي قبل و أكثر ثباتا مــن المجتمعات المجاورة التــي انطلقت مــــــن نفس الظروف"
(p19,2005,castri Di ). ومن بين المستويات المحلية التي استدعت تفعيل التنمية المستدامة نجد المناطق الجبلية بما تضمه من مستوطنات بشرية ومحتوى إيكولوجي، وهذا نظرا لهشاشتها وأهميتها في الحفاظ على التوازنات الإيكولوجية محليا وعالميا. وحظيت التنمية المستدامة للمناطق الجبلية في الجزائر باهتمام متزايد حيث استدعى ذلك استصدار نصوص تشريعية خاصة وإنشاء هيئات رسمية تعنى بتنميتها، وهذا ما دفعنا لتوجيه الجهد في هذا البحث لفهم حيثيات تفعيل التنمية المستدامة في هذه المناطق وقد اخترنا منطقة بني ورتلان وما تضمه من محتوى عمراني وبشري لتقصى جوانب إدراج وتفعيل أبعاد الاستدامة في أدوات وطرق عمل المصالح العمومية والمبادرات التنموية التي تشرف عليها .
الكلمات المفتاحية : تفعيل التنمية المستدامة – المستوطنات البشرية- الفاعلين المحليين – المصالح العمومية - المناطق الجبلية -بني ورتلان