الرئيسية

/ هشام صفي الدين

/

/ كبرت ونسيت ان أنسى

المصدر : إنجز كتاب

الملخص

فيتولى أخوها الأكبر (صقر ) رعايتها.

قضى صقر على مدار سبع سنوات على أحلام فاطمة .

حبسها خلال هذه السنوات وسط أفكاره التي كانت معظمها قيوده الشخصية.

كان مشحوناً فقط بهواجس السيطرة، و مقتنعاً بأن الحقيقة قابعة فقط في فكره.

يفرط صقر في سيطرته على فاطمة.

فيوسم اليتم داخلها نقوشاً كئيبة من الانطواء و الشعور بالدونية،

لكن فاطمة فتاة موهوبة.

اليتم يحدث ، اختطاف الطفولة يحدث ، أن تحبس في سرداب ، أن يسرق منك حب حياتك ، أن تحرق كتبك، أن تغرق قصائدك في شبر من الدموع، أن تسحل خارج قصيدتك ، أن تشدك الأيادي من شعرك ، أن تبلل ثيابك من الرعب، كل شيء يمكن أن يحدث لك، إلا قناة فضائية تعرض الأفلام على مدار الساعة.
اقرأ أيضا لبثينة العيسى خرائط التيه
فالشعر يضفي على تلك الشخصية جمال رغم سلبيتها الواضحة و استسلامها لسطوة صقر.

و في ظل هذه القوانين الصارمة المفروضة من قبل صقر تستطيع فاطمة نوعاً ما البدء بعمل شيء ما تحبه و يشعرها بإنسانيتها.

فتبدأ بتعلم الفرنسية و تلتحق بالجامعة.

تتعرف على شاعر مبتدئ يدعى عصام و تبادله بعض المشاعر اللطيفة لمدة سنة كاملة.

يُدخل عصام فاطمة في مجموعة أدبية لتبادل الأفكار,

و يقرران مع مجموعة من الأصدقاء إقامة أصبوحة شعرية.

و على الرغم من تردد فاطمة ، إلا أنها تخوض سراً هذه التجربة التي تعد نوع من التمرد و الرذيلة بالنسبة إلى أخوها صقر.

يتمي – مع الكتابة – أقل.فإذا كانت أمي قد ماتت ، فإن اللغة أم أيضاً ، و هي تمنحني ولادات كثيرة ، مع كل حرف أكتبه ، و تشرع لي الآفاق لكي أنهل من عينها ، و أضم ميمها ، و أتكور في نونها.
و في يوم الأصبوحة الشعرية المنتظرة ، ينكشف أمر فاطمة و بنهال عليها صقر بالضرب أمام الجميع كإعصارٍ مدمر.

تحبس فاطمة لثلاث سنوات متتالية في سردابها المقيت بعد هذه المحاولة الفاشلة لممارسة هوايتها للشعر.

تتسامحون مع القبح ، مع ضرب الأطفال و اغتصاب النساء ، مع الشتم و اللعن ، مع العنف المنزلي ، مع العنصرية ، تتسامحون مع إسرائيل ، مع أميركا ، مع طائفيتكم ،مع فساد الحكومة ، مع زواج القاصرات ، مع كلِّ شيء !
تتسامحون مع هذا الهراء كله و لكنكم لا تتسامحون مع… قصيدة .
إلى أن تقوم زوجة أخيها بإيجاد عريس يرغب بهذه الزوجة التي لا تريد من الدنيا إلا الستر و رعاية زوجها.

و تتزوج فاطمة بفارس الشاب اللطيف ، و لكن ما إن تتاح أقرب فرصة لها تسمح فاطمة لوحش أفكارها المتمردة على مجتمعها بالخروج،

فمارد الشعر بالنسبة لها أكبر من أن يحبس في قمقم ذلك الفكر.

لم أكن يائسة إلى الحد الكافي .
نصف اليأس يعني نصف الأمل، يعني أن تفكر بالاحتمالات المهدرة في حياتك ، قدرتك على أن تكون بشكل مختلف ، في مكان مختلف أيضاً.
فإلى أين سيوصلها هذا التمرد ؟

و هل يمكن لزواجها أن يرمم نفسه من جديد؟

من خلال قرائتك لهذه الرواية سوف تكتشف هذا كله .

ستعيش أحداث رواية تعد اللغة المتماسكة أحد أبرز أبطالها.

في حين أن أحداثها محدودة نوعاً ما و أقرب إلى نصوص منفصلة متصلة لقصة فاطمة.