الرئيسية

/

/

/ رواية نطفة أدهم الشرقاوي

المصدر : إنجز كتاب

الملخص

اقتباسات من الرواية
الكتابة هي جنوننا حين يأخذ شكلاً لغوياً يا أسماء و صدقيني حين أقول لكِ أن في كل كاتب مسٌّ من نوع ما و لكن دعك من هذا الآن لدي متسع من الوقت لأحدّثك عنه لاحقاً ففي السجن يضيق كل شيءٍ إلا الوقت.
تقول الأسطورة أنه في البداية لم يكن هناك حب و أن الإنسان اكتشفه مصادفةً كما اكتشف النار فانقلبت حياته رأساً على عقب كان البشر ذكوراً و إناثاً يعيشون في بقعة ما من هذه الأرض بلا مشاعر و لا أحاسيس مجرد غرائز تحكم هذا النوع الذي أصبح بعد اكتشاف الحب نحن !
قبلكِ كنت متصالحاً مع نقصي هذا أما و قد رأيتكِ فلم أعد أستطيع إكمال حياتي و قطعة مني أمام عيني و لا أستطيع أن أضمّها إلى صدري لأكتمل.

كتب أدهم الشرقاوي
حديث المساء.
اشتقت إليكِ
أحب أن تستمر في اشتياقك
وأنا أحب أن أعبر عن اشتياقي
كيف تفكر أن تفعل ذلك ؟
هكذا مثلاً

أخذتك حينها بين ذراعيّ، ضممتك بحجم المرات التي رغبتُ فيها بضمك و منعتُ نفسي، استنشقت رائحة شعرك، كغريق خرج للتو من تحت الماء، أردت أن أدفنك في صدري أكثر لتشعري بحرارة قلبي، و لكن عدة طرقات على الباب كانت كفيلة بانتشالك من حضني و انتشالي من سعادتي.
ترى لماذا جعلت اليد رمزا لطلب الزواج؟
الأن أيدينا هي أكثر أعضائنا قدرة على التشبث؟
ألأنها أكثرها قدرة على اجتياز المسافة بين شخصين و من ثم اختصارها؟
أم لأن فراغات الأصابع بينها معدة خصيصاً لتملأها يدٌ أخرى؟
لا أعرف و لكنني أحب يدك و أرغب في طلبها غير أني أرغب أكثر في طلب عينيك فهي أول مصيدة وقعت بها و هي أكثر البحار التي يستهويني الغرق فيها.
إن فقدان الحوار في أي علاقة يعد عاملاً هاماً لدخولها في دوامة اللا فهم و من ثم التباعد.
إن الضعف مسموح لنا فقط أمام من نحب، و كل ماعدا ذلك هو إهمال منا لجوانب قوتنا.
أجل يا أسماء الحب هنا سلاح أكثر منه شعور عاطفي، الحب وسيلتنا للتشبث بالحياة، نوع من أنواع المقاومة التي تتسم بها حياتنا بالمجمل، حبي لكِ يجعلني أقوى و إن كان يضعفني من جهة خوفي عليكِ، و لكنه يبقى صامدا أطول فترة ممكنة.
الشوق إليكِ مخيفٌ أكثر من خطوات هذا السّجان الذي يجوب أروقة السجن ذهاباً و إياباً في هذه الساعة المتأخرة من الليل و إني إذا ما قارنت وجع فقدك بوجع السجن بدا السجن نزهة و أن هذه الأغلال ليست إلا أساور مقارنة بأغلال فقدكِ سجوننا الحقيقة في داخلنا يا أسماء.