ارض الكتب
|
هدفنا سهولة الحصول على الكتب لمن لديه هواية القراءة. لذا فنحن نقوم بنشر اماكن تواجد الكتب إذا كانت مكتبات ورقية او الكترونية
ونؤمن بان كل حقوق المؤلفين ودار النشر محفوظة لهم. لذلك فنحن لا نقوم برفع الملفات لكننا ننشر فقط اماكن تواجدها ورقية او الكترونية
إذا اردت ان يتم حذف بيانات كتابك من الموقع او اى بيانات عنه، رجاءا اتصل بنا فورا
إذا اردت ان تقوم بنشر بيانات كتابك او اماكن تواجده رجاءا رفع كتاب

ملخص كتاب العلمانيون والإسلام

الرئيسية
/ محمد قطب
/
/ العلمانيون والإسلام
ارض الكتب  العلمانيون والإسلام



المصدر : إنجز كتاب

الملخص

1- لماذا يحاول الأوروبيون إبعاد الدين عن الحياة العملية؟
كانت تجربة (أوروبا ) مع الدين تجربة صعبة إلى أقصى حد، كان الدين بالنسبة إليها ظلامًا وجهلًا واستبدادًا وانصرافًا عن عمارة الأرض، يقول تعالى: "ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ". ووقر في حس (أوروبا ) من خلال تجربتها الخاصة أن هذا هو الدين؛ لذلك نفرت منه، ثم هاجمته وأبعدته عن واقع الحياة، وحبسته في نطاق ضيق في ضمائر الناس، إن بَقِيَ للناس ضمائر بعد أن أُبْعِدُوا عن الدين! و (أوروبا ) في هذا معذورة من ناحية، ولكنها من ناحية أخرى غير معذورة؛ معذورة في النفور من ذلك الدين والسعي إلى تقليص نفوذه ونزع سلطانه وحبسه في أضيق نطاق ممكن، بل نبذه والخروج عليه جهرة، ولكنها غير معذورة في أن يكون هذا موقفها من الدين عامة، الصحيح منه وغير الصحيح!

لم تعرف (أوروبا ) دين الله الحقيقي الذي أُنْزِلَ على (عيسى ابن مريم )، إنما عرفت صورة محرفة منه، هي التي أذاعها (بولس ) ونشرها في ربوع الأرض وخاصة في (أوروبا ). وليس نحن المسلمين الذين نقول إن الدين الذي اعتنقته (أوروبا ) لم يكن دين الله المُنَزَّلُ على (عيسى عليه السلام )، إنما يقوله مؤرخوهم وكتابهم، ويقوله كل من يعرف حقائق التاريخ. ولقد كان مدى التحريف هائلًا جدًا في ذلك الدين الذي اعتنقته (أوروبا ) وظنت أنه دين الله. ولم يكن التحريف في مجال العقيدة وحدها، ولكنه ولكنه وقع في أمر آخر لا يقل خطرًا عن العقيدة، هو فصل العقيدة عن الشريعة، وتقديم الدين للناس كأنه عقيدة فقط بغير تشريع! وقد كان لهذا آثارًا بالغة في حياة (أوروبا ) السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

قال (ويلز ): "إن الدين قد تحول على يد (بولس ) من بساطته وصفائه الذي جاء به (عيسى ابن مريم )، إلى دين (المذبح والكاهن ) الذي كان قائمًا في الديانات الوثنية السابقة ". وهذا الكلام على صلة بالتحريف الذي أحدثه ذلك اليهودي المتنصّر، الذي دخل النصرانية ليفسدها من الداخل، كما فعل (عبد الله بن سبأ ) بعد ذلك بعدة قرون حين دخل الإسلام ليحاول إفساده من الداخل، ولكنه لم ينجح كما نجح (شاول ) من قبل؛ لأن الله تكفل بحفظ رسالته الخاتمة، بينما وَكَلَ حفظ الرسالات السابقة للبشر فضيعوها. وهناك فرق كبير بين حفظ الله وحفظ البشر؛ فالكتاب الذي تكفل الله بحفظه قد بقي كما أُنْزَل بغير تحريف، فظل قائمًا ليُطَبَّقَ في واقع الأرض، وليرجع الناس إليه كلما هَمَّ أحد أن يُحْدِثَ تغييرًا في أصول الدين، بينما حُرِّفَتْ الكتب الأخرى التي وكل حفظها إلى البشر، وسهل على أصحاب الأهواء أن يُحْدِثُوا في دين الله ما ليس فيه. ومن شأن الدين المُحَرَّفُ على هذا النحو أن يتحول علماؤه إلى كهنة، وأن يتحول الكهنة مع الزمن إلى وسطاء بين البشر وبين الله؛ فيكون لهم سلطان طاغ على أرواح الناس. وكانت تلك هي نقطة البداية الخطيرة التي أدت إلى الطغيان الهائل الذي مارسته الكنيسة ورجال الدين على قلوب الناس، ولكن الأمر تطور بعد ذلك في القرن الرابع حين دخل (قسطنطين ) في النصرانية لأهداف سياسية كما يقول المؤرخون، ومكّن للكنيسة ورجالها، بعد أن نجح في مزج دينها بأساطير الوثنية، وأمَّن سلطانه على الإمبراطورية التي كان النزاع الديني قد أوشك على القضاء عليها. ثم فرضوا سلطانًا فكريًا يحجر على العقول أن تفكر إلا بإذن الكنيسة، وفي الحدود التي تسمح بها الكنيسة! وقد كان هذا بالنسبة للكنيسة ضرورة لازمة منطقية مع التحريف الذي حدث في ذلك الدين.

ثم لما بدأت العلوم تتسرب إلى (أوروبا ) من العالم الإسلامي عن طريق الترجمة، وتجددت ما يمكن أن نسميه غزوًا فكريًا إسلاميًا جن جنون الكنيسة؛ ففرضت حجرًا على العلم، وأهدرت دم كل من يقول بكروية الأرض، أو أنها ليست مركز الكون، وهو العلم الذي نقله علماء النصارى الأوائل من مؤلفات العلماء المسلمين! لم يكن ذلك كل ما فعلته الكنيسة في تنفير الناس من ذلك الدين؛ فقد انقلب الدين على يد الكنيسة إلى عامل معوق عن الحياة، مضاد للعلم والحضارة والتقدم، مهمل للحياة الدنيا. وبعد كل ذلك، ليس العجيب أن تَفِر (أوروبا ) من ذلك الدين وتتمرد عليه، بل العجيب أنها صبرت عليه كل تلك القرون.

2- ما أهمية الدين في حياة الإنسان؟ وما هي وجهة نظر العمانيون في الإسلام؟
إذا كانت تجربة (أوروبا ) مع دينها هي تلك التجربة البئيسة التي انتهت بها إلى العلمانية؛ فإن دين الله ليس كذلك، ولم يكن كذلك حين أُنْزِلَ من عند الله، ولم يكن كذلك في التطبيق العملي في الواقع التاريخي.

الإسلام هو إسلام الوجه لله، وعبادته وحده دون شريك، واتخاذ أوامره وتعليماته منهجًا للحياة. وهذا الوصف لدين الله ليس خاصًا برسالة معينة من الرسالات السماوية، بل هو وصف لكل رسالة أُنْزِلَت من عند الله من لدن (آدم ) و (نوح ) إلى (محمد – صلى الله عليه وسلم – )، ولكنه أشد ما يكون انطباقًا على الرسالة الخاتمة التي أُنْزِلَت على خاتم النبيين – صلى الله عليه وسلم –، والتي تمت بها النعمة الربانية واكتمل الدين. كل رسالة جاءت من عند الله كانت عقيدة وشعيرة وشريعة ومنهج حياة. فأما العقيدة فلم تتغير على مدى الرسالات كلها، وليس من شأنها أن تتغير، وأما الشعائر من صلاة وصيام وزكاة فلم تتغير في عمومها، وإن اختلفت تفصيلاتها وهيئاتها من رسالة إلى رسالة عبر التاريخ، وأما الشرائع فقد اختلفت اختلافًا واسعًا بحسب أحوال الأقوام الذين أُرْسِلَ إليهم الرسل واحتياجاتهم حتى جاءت الشريعة المكتملة مع الرسالة الأخيرة، التي نزلت للبشرية كافة. وإذا كان الإنسان قد خُلِقَ لعبادة الله؛ فالدين هو الذي يُبِيِّنُ له الطريق الصحيح لعبادة الله، وإذا كان قد خُلِقَ في الوقت ذاته للابتلاء فالدين يُبِيِّنُ له الطريق الصحيح للنجاح في الابتلاء؛ فليس للإنسان غنًي عن الدين.

ثم إن الإنسان عابد بفطرته، سواء استقامت فطرته على الأصل الذي فطرها الله عليه أم انحرفت لسبب من الأسباب، ومع ذلك فتحديد معنى الدين قد أصبح – بسبب العلمانية المنتشرة في الأرض ولأسباب أخرى – قضية ذات أبعاد خطيرة، تعقد من أجلها الندوات وتؤلف الكتب، وتلقى المحاضرات، ويدخل قوم السجون، ويستشهد الشهداء.

هناك نقطة واحدة هي التي يتمسك بها العلمانيون في جدالهم كله، ويركزون عليها لِيَدَّعُوا صِحْةَ دعواهم في فصل الدين عن الدولة، وهي وجود الاستبداد السياسي على فترات متطاولة من تاريخ المسلمين. ووجود الاستبداد السياسي على فترات من تاريخ المسلمين حقيقة واقعة دون شك، إلا أن التاريخ السياسي للمسلمين ليس ظلامًا كله كما يدعي أعداء هذا الدين لِيُنَفِّرُوا أهله منه.

3- هل نطبق الديمقراطية أم نطبق الإسلام؟
4- الديمقراطية في ميزان الإسلام:هل يصلح النموذج العلماني أن يكون منهجًا لحياتنا؟
5- لماذا يُحارَب الإسلام؟



كتب اخرى للمؤلف

كتب فى نفس التصنيف

اقسام الكتب ذات صلة

ارض الكتب - الدين الاسلامى الدين الاسلامى
ارض الكتب - القرآن الكريم القرآن الكريم
ارض الكتب - الفقه الاسلامى الفقه الاسلامى
ارض الكتب - الاسلام الاسلام
ارض الكتب - الاداب الاداب
ارض الكتب - التراجم والانساب التراجم والانساب
ارض الكتب - الروايات الروايات
ارض الكتب - ادب الاطفال ادب الاطفال
ارض الكتب - ادب الاساطير ادب الاساطير
ارض الكتب - شعر و قصائد شعر و قصائد
المزيد من أقسام الكتب

مؤلفو الكتب

ارض الكتب - ابراهيم الفقى ابراهيم الفقى
ارض الكتب - نجيب محفوظ نجيب محفوظ
ارض الكتب - محمد متولى الشعراوى محمد متولى الشعراوى
ارض الكتب - ستيفن كوفى ستيفن كوفى
ارض الكتب - روبرت جرين روبرت جرين
ارض الكتب - مصطفى لطفى المنفلوطى مصطفى لطفى المنفلوطى
ارض الكتب - جبران خليل جبران جبران خليل جبران
ارض الكتب - نعوم تشومسكى نعوم تشومسكى
ارض الكتب - بلاسم محمد ابراهيم الزبيدي بلاسم محمد ابراهيم الزبيدي
ارض الكتب -  سامي احمد الزين  سامي احمد الزين
المزيد من مؤلفى الكتب