الرئيسية

/ يوسف زيدان

/

/ تحليل رواية عزازيل (رواية تاريخية)

المصدر : mqaall

الملخص

تحليل رواية عزازيل (رواية تاريخية)
تعد رواية عزازيل من الروايات الممتعة التي نالت إعجاب الكثير من القراء، حيث تتناول الرواية بعض أسرار اللاهوت المسيحي والذي يعد من الموضوعات التي ما يندر الكتابة عنها فهي:

مبنية على وقائع تم تدوينها في مخطوطات وجدت مدفونة ضمن أنقاض دير في مدينة حلب.
تلك المخطوطات تروي قصة راهب مصري عاش في الفترة التي كانت بها الصراعات الكنيسية قائمة.
يعد هذا الراهب (هيبا) هو عمود الرواية الذي تدور حوله الأحداث، ويقص كيف انتقل للعيش بالإسكندرية بعد تخلى والدته عنه وزواجها من قاتل والده.
كما يسرد الراهب قصة انتقاله للقدس وبعدها إلى حلب.
في كل مكان عاش فيه هذا الراهب يروي الأحداث التي دارات بين الكنائس في تلك الفترة وتأثير ذلك على حياة المسيحيين، وكذلك يروي ما كان يمر به من أحداث شخصية سواء سيئة أو حسنة.
تم اختيار اسم الرواية بدقة وذكاء فالاسم من أهم العناصر التي تعد الخطوة الأولى لجذب القراء للتبحر بين صفحاتها.
كان اختيار اسم عزازيل بسبب أنه كان السبب الرئيسي لكتابتها وكذلك هو الباعث الذي دفع الراهب لكتابة سيرته.
يعد عزازيل في الرواية هو رمز للشر المغلف بالجمال الذي أغوى الراهب، وهو السبب الأساسي في غواية البشر باختلاف عقائدهم، وهذا ما بثه الكاتب للقارئ عبر سطور روايته.
دارت أحداث الرواية في عدة مدن مختلفة لأن الراهب كان كثير الترحال هي : القدس، الإسكندرية، أنطاكيا، أسيوط، حلب ، سمالوط وهي بلد المنشأ للراهب.
أثار الروائي يوسف زيدان مدى شعور الراهب بعدم الاستقرار النفسي وكان تنقله من مكان لآخر هو دلالة على حيرته وتخبط أفكاره.
شاهد أيضا: أفضل عشر روايات عالمية


تحليل الأسلوب الروائي المستخدم في الرواية
لكل كاتب طابعه الخاص وأسلوبه المميز في كتاباته، والحقيقة أن أسلوب الكاتب في هذه الرواية كان يتسم ببعض السمات الهامة والمميزة وهي:

اتبع الكاتب اللغة الشعرية في تدوينه للرواية فجاءت الكلمات قوية وجديدة.
جمع الكاتب بين الأسلوب القوي والكلمات التي قد تحتاج إلي معجم لفهمها، والأسلوب البسيط الذي يساعدك على فهم الأحداث بطريقة سهلة.
تميزت الرواية بأسلوبها الممتع والمشوق في سرد الأحداث، بالرغم من كونها من الروايات التاريخية التي قد يظن البعض برتابتها في السرد.
تناول الكاتب الحديث عن الجانب الجنسي في حياة الراهب ورفضه لمتع الحياة، ولكن في بعض المواقف تتملك الغريزة البشرية منه، ويعبر الكاتب عن ذلك بشكل راقي وأسلوب مميز.
اعتمد الكاتب على أسلوب الاسترجاع أثناء سرده للرواية.
لجأ الكاتب إلى التناص الديني الذي أثرى الرواية بشكل كبير.
استخدم ضمير الأنا المتكلم كصيغة واحدة للسرد.

الشخصيات الأساسية التي وردت غي الرواية
تدور الأحداث حول مجموعة من الشخصيات هي:

عزازيل: هو شخصية وهمية في الرواية استخدمها الكاتب ليعبر عن فلسفته الخاصة في الحياة والدين وتمثل ( الشيطان) المحرض للراهب هيبا.
الراهب هيبا: وهو الشخصية الأساسية في الرواية وهو الذي يقوم بسرد أحداث الرواية، وهو شخص دائم الترحال من أجل البحث حول حقيقة الإيمان، يواجه الكثير من الصراعات الداخلية مع عزازيل الذي يدفعه لارتكاب الأخطاء.
هيباتيا: هي ابنة العالم (ثيون) وهي فيلسوفه تقدم دروس في الرياضيات والفلسفة.
نسطور: يعد من الشخصيات المحورية حيث يمثل الصراع على العقيدة المسيحية وقد تم نفيه بسبب اتهامه بالهرطقة نتيجة معتقداته.
أوكتافيا: هي فتاة تعرف عليها هيبا في الإسكندرية تتصف بالتعصب ضد الديانة المسيحية بسبب قتل زوجها.
مرتا: فتاة تأتي إلى الكنيسة تقوم بالترتيل، يؤخذ هيبا بجمالها ويقع في حبها وتكون هي السبب في تغيير حياته.
فرسي الأقنوم: تمثل تلك الشخصية التعصب الديني المسيحي دون فهم صحيح للعقيدة المسيحية.
اقرأ أيضا: أفضل الروايات المصرية الحديثة


آراء النقاد حول رواية عزازيل
في عرضنا لتحليل رواية عزازيل (رواية تاريخية) علينا توضيح الجانب النقدي للرواية، حيث كان لبعض الكتاب المعروفين آراء حولها ومن تلك الآراء النقدية ما يلي:

الكاتب الأنبا بيشوي: رد الكاتب على رواية يوسف زيدان في كتابه (الرد على البهتان في رواية يوسف زيدان)، حيث اعتبر أن كتابه هذا تصحيح لكل ما جاء في رواية يوسف زيدان من أحداث وشخصيات تضر بسمعة الكنيسة.
الكاتب عادل أسعد: ينتقد الكاتب يوسف زيدان في محاولاته الدائمة للهجوم على الكنيسة وعقائدها، وأن ذلك كان واضحا في بحثه في طبيعة السيد المسيح والتشكيك في ألوهيته.

نبذة عن الكاتب يوسف زيدان
عند حديثنا عن رواية عزازيل تلك الرواية التي تتسم بأسلوبها الراقي الرائع الجاذب للقارئ علينا أن نذكر بعض المعلومات عن كاتب الرواية وهو:

يوسف محمد أحمد زيدان.
ولد في 30 يونيو عام 1958 بقرية العوامية نجع الساقية، في مركز ساقلتة بمدينة سوهاج.
انتقل إلى مدينة الإسكندرية وهو طفل.
التحق بقسم الفلسفة في كلية الآداب وأصبح أستاذًا جامعيًا بها.
حصل على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية برسالته التي قدمها عن “الفكر الصوفي عند عبد الكريم الجيلي”.
كما حصل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية عن رسالته “الطريقة القادرية فكرًا ومنهجًا وسلوكًا”.
له الكثير من المؤلفات منها (شرح مشكلات الفتوحات المكية، نوادر مخطوطات بلدية الإسكندرية، المختصر في علم الحديث النبوي لابن النفيس – دراسة وتحقيق، وغيرها الكثير من المؤلفات.