الرئيسية

/

/

/ ‬التفكير الاستراتيجي

المصدر : إنجز كتاب

الملخص

‬في حين أن أغلب الشركات تميل لتفضيل المهارات الأساسية في الأعمال التجارية، فإن من يتميزون بالذكاء ويتفوقون على العامة يستخدمون مهارات استراتيجية فائقة. في هذا الكتاب نتعرف على أهم المهارات المستخدمة لقراءة السوق والتفوق به.

1- ما التفكير الاستراتيجي؟
يُعرف التفكير الاستراتيجي على أنه فنّ التفوق على المنافس مع عدم إغفال أن المنافس يحاول القيام بالشيء ذاته معك. يقلل التفكير الاستراتيجي السليم من مخاطر أن تخسر أعمالك لصالح منافسيك؛ حيث يبدأ التفكير الاستراتيجي بمهارات أساسية مع التركيز على استغلالها بالشكل الأمثل لتحقيق أقصى فائدة ممكنة، وضمان احتواء المنافسين. أما، التصرُف الاستراتيجي هو تيار ثابت من القرارات التي تُتخذ باتجاه مجموعة من المساهمين النشطين، كل منهم يقوم باتخاذ قرارات معينة، مما ينتج عنه تفاعل متبادل بين تلك الأطراف.

ومن الأمثلة على هذا الموضوع، هو قائد الفريق الذي يستوضح مهارات فريقه ومهارات الفريق المنافس، ثم يقوم بالتكهن بالنتيجة. وباستشراف بوادر الأفضلية القصوى، يمكنه إذن أن يقرر متى يكون على فريقه أن يمضي قدماً ومتى عليه أن ينسحب.

ويرتكز التصرف الاستراتيجي على دواعي تفضيل خيارٍ ما على الآخر، واتخاذ إجراءات تجاه بعض الخيارات الأخرى، وعلى طبيعة المعركة التنافسية، مع وضع الموارد المتاحة في الاعتبار. ويُطلق على فنّ دراسة القرارات الاستراتيجية اسم "نظرية الألعاب".

‪

2- ‬القواعد الأربع للتفكير الاستراتيجي
تقدم القواعد الأربع الأساسية للتفكير الاستراتيجي إطاراً استراتيجياً منظماً وفعالاً. هذا الإطار يمكن أن يُستخدم كقاعدة لبناء قرارات فعالة فيما يخص التجارة والأعمال.

القاعدة الأولي: التطلع لما سوف يؤدي إليه أي قرار، وتحديد الجدوى القصوى التي يمكن تحقيقها منه من خلال تلك المعلومات. يُمكِّن مبدأ (شجرة اللعبة) اللاعب من تحديد ما هي أفضل استراتيجية، ومحاولة تحريك اللعبة في طريق هذه الاستراتيجية عن طريق توقُع النتيجة النهائية ومن ثَم الاستدلال بطريقة عكسية لاتخاذ قرار في الوقت الحالي، يحاول اللاعب أن يتحكم في اللعبة طبقاً لاستراتيجيته. شجرة اللعبة هي مجموعة من الحسابات المعقدة للغاية.

بتأمل مبيعات جريدتين إخباريتين أسبوعيتين، لنقل مثلاً "التايمز" و"نيوز ويك"، أفضل طريقة لفهم هذه القاعدة هي التمعُن في الإجراءات التي يتخذونها. كلاهما عليه أن ينافس الآخر على تغطية خبرٍ ما لجريدته، إذا انتهى بهما الأمر إلى أنهما يعرضان نفس الأخبار، فسيقومان باقتسام السوق بالتساوي. الفائز في النهاية سيكون في الواقع هو من نجح في تقديم تغطية أفضل للخبر.

يتم اتخاذ أفضل القرارات عموماً من خلال دمج الفِراسة المكتسبة من أحداث الماضي مع استخدام الحكم على الأشياء والخبرة الواقعية، من أجل تقييم المواقف المرحلية التي يمكن أن تُتخذ. شجرة الألعاب هي أيضاً وسيلة ملائمة للمراحل التحضيرية عندما يتم القبول بأصول التفاوض.

القاعدة الثانية: تبنِّي استراتيجية حاكِمة تتخطى كل الاستراتيجيات الأخرى بغض النظر عن قرارات منافسك. في العديد من نماذج الأعمال، تتخذ الإجراءات بالتزامن مع بعضها البعض، يجب وضع قرارك الاستراتيجي موضع التنفيذ قبل تحليل الإجراء الذي اختار خصمك أن يقوم به. على اللاعب أن يسعى للحصول على استراتيجية حاكِمة، في تلك الحالة، ستكون هي الاستراتيجية التي ستتعدى كل الاستراتيجيات الأخرى، مهما كان الإجراء الذي يقوم به المنافس. يجب أن تظل الاستراتيجية الحاكمة هي الخيار المفضل في حالة وجودها، وبنفس الوقت، يجب أن تتوقع أن المنافس سوف يفضل هذا الخيار إذا كانت لديه استراتيجية حاكمة واضحة المعالم. ومبدأ الاستراتيجية الحاكِمة ينطبق فقط على الأوضاع المتغيرة والتي يجب فيها اتخاذ كل الإجراءات بشكلٍ متزامن. في حالة المواقف التي تُتخذ فيها الإجراءات بشكلٍ متتابع، فتؤثر الإجراءات المُسبقة على ما يليها من إجراءات، وقد تنشأ الاستراتيجيات الحاكمة المختلفة طوال عملية التفاعل المتبادل.

القاعدة الثالثة: الاستراتيجية المُدارة تكون مساوِئها متساوية بالنسبة لطرفي اللعبة مقارنةً بالاستراتيجيات الأخرى المتبعة، ويتعين أن تُستبعد تِباعاً، لحين الوصول إلى حلٍ ما أو حتى تتضح قواعد اللعبة.

لا وجود لاستراتيجيةٍ حاكِمة بشكلٍ محض، في أغلب السيناريوهات التي تحدث في مجال الأعمال، عادةً ما يؤخذ في الحسبان عملية استبعاد الاستراتيجية المُدارة. الاستراتيجية المُدارة هي على خلاف الاستراتيجية الحاكِمة ، حيث تسوء النتائج بشكلٍ ثابت مقارنةً بالاستراتيجيات الأخرى.

من الأمثلة التي تُضرب لهذه القاعدة هي الدول التي تمتلك أسلحةً نووية. في حين أنهم يرغبون في تفكيك أسلحتهم النووية، لكنهم في النهاية قرروا الاحتفاظ بها. وهذا نتيجةً لعدم إقدام أي دولة على فقد مكانتها كقوة عظمى. ومع استبعاد الاستراتيجية المُدارة فقد تصل اللعبة إلى مرحلة تكون فيها الاستراتيجية الحاكِمة واردة التطبيق.

القاعدة الرابعة: بمجرد تطبيق كل الاستراتيجيات الحاكِمة واستبعاد الاستراتيجيات المُدارة، يكون ميدان اللعب متوازناً، وأي إجراء يتم اتخاذه من أحد الأطراف يتطلب اتخاذ إجراء مضاد من الطرف الآخر.

عند الوصول لنقطة التوازن، يقرر كل الأطراف بشكلٍ تلقائي أن الإبقاء على الوضع الراهن هو أفضل ما يمكن الطموح إليه. وبالتالي، فهم يلتزمون بحصة ثابتة من السوق والتي يتم الحفاظ عليها في مواجهة المنافسة المعهودة. يقول باري ناليبوف أن التجارة هي لعبة عالية المخاطر وأن منهجك في العمل يمكن استنتاجه من خلال الأسلوب الذي قمنا بوصفه.