الرئيسية

/ نعوم تشومسكي

/

/ الحادي عشر من أيلول

المصدر : إنجز كتاب

الملخص

الكتاب مجموعة من اللقاءات التي أجراها بعض ‏المحاورين مع المفكّر الأمريكي (نعوم تشومسكي )، عقب الأحداث التي وقعت في الحادي عشر من ‏سبتمبر عام 2001؛ يتساءلون فيها هل أحدثت هذه الهجمات تغييرًا في المسرح السياسي؟ وما إذا كان (ابن لادن ) هو الذى خطط لهذه الأفعال؟ وإذا صدقنا مخاوف الشعب ‏من أن هناك المزيد من هذه الأعمال التي سوف تقع؛ فما الطريقة الملائمة للتقليل من ‏هذا الخطر أو إزالته؟ وما الخطوات التي يجب أن تتبعها الولايات المتحدة أو غيرها، ‏داخليًا أو دوليًا؟ وما نتائج تلك الخطوات؟

1- كيف حدث هذا التحول الكبير في خريطة العنف؟ وما أثره في الشرق الأوسط والصراع الإسرائيلي؟ وهل العرب أصوليون متشددون؟
بالنسبة للولايات المتحدة، هذه هي المرة الأُولي منذ حرب عام 1812، التي تُهَاجَم فيها أو يتم تهديدها. وصحيح أن الولايات المتحدة قامت بأعمال عنف في البلاد المجاورة، وقامت بغزو (الفلبين )، ونصف (المكسيك )، وفي النصف الأخير من القرن الماضي، زاد استخدامها للقوة في معظم أرجاء العالم، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصويب الأسلحة إليها، وهذا يُعْتَبَر تَغَيُّرًا كبيرًا للأحداث. ومرتكبو أحداث (الحادي عشر من سبتمبر ) المحتملون يشكّلون فئة مستقلة بذاتها، ولكن من المعروف أنهم يستمدون دعمهم من مخزون الكره والغضب على سياسات الولايات المتحدة في المنطقة. بالتأكيد يتعلق الأمر بسياسة القوة والسلطة على الشعوب العربية من الولايات المتحدة.

أَمَّا عن صَدَي الحدث على حلف شمال الأطلسي؛ فقد ساد الصمت؛ حيث يدرك الحلف أن أي اعتداء واسع على شعب مسلم سيكون استجابة لرغبات (ابن لادن )، وسيقود الولايات المتحدة وحلفاءها إلى الوقوع في فخٍ شيطاني. من جهة أُخْرَي، بالنسبة للشرق الأوسط - خاصة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي -، يبدو أن أحداث سبتمبر كانت ضربة قاتلة للفلسطينيين. أما (إسرائيل )؛ فقد هللت علنًا لهذه الفرصة السانحة؛ لأنها تستطيع سحق الفلسطينيين والإفلات من العقوبة، وبالفعل هذا ما حدث في الأيام الأولى بعد الأحداث.

دائما ما يُسْأَل: هل العرب أصوليون متمسكون بعقيدتهم الدينية بالضرورة؟ وهل هم العدو الجديد للغرب؟ لا يمكن لأحد - يملك ذرة فهم - أن يُعَرِّف العرب على أنهم أصوليون، ولا تعارض الولايات المتحدة والغرب عمومًا الأُصُولية والتمسك بالعقيدة الدينية؛ فثقافة الولايات المتحدة أُصُولية متطرفة، وفي العالم الإسلامي فإنَّ (المملكة العربية السعودية ) هي أشد الدول تطرفًا في أصوليتها، وهي من حلفاء (أمريكا ) منذ نشأتها.

2- هل يمكن الفوز في الحرب على الإرهاب؟
إذا أردنا أن ننظر إلى هذه المسألة بجدية، فعلينا أن ندرك أن معظم سكان العالم يعتبرون الولايات المتحدة دولة تقود الإرهاب، ولهم في ذلك أسبابهم المقنعة؛ فمثلا حين استخدم الجيش الجمهوري الأيرلندي القنابل وزرعها في (لندن )، لم يصدر وقتها أي نداء بقصف الولايات الأمريكية، التي تعتبر مصدر الدعم المالي للجيش الأيرلندي، بل اُتُّخِذت الخطوات اللازمة للقبض على المجرمين. وحين فُجِّر المبنى الفيدرالي بمدينة (أُوكْلاهُومَا )، ارتفعت الأصوات المطالبة بقصف الشرق الأوسط، وكان ذلك محتمل الحدوث لو تبيّن أن مصدر الحدث هو منطقة الشرق الأوسط. ما أُريد قوله: إن هناك طرقًا ملائمة وقانونية لتبرير حالات الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة، مهما كان حجمها ومداها، وهناك سوابق لمثل ذلك.

في الثمانينيات، شهدت (نِيْكَاراغْوا ) اعتداءات عنيفة من الولايات المتحدة، قُتل فيها عشرات الآلاف من الناس، ودُمِّرَ فيها جزء كبير من البلاد، ولكن (نِيْكَاراغْوا ) لم ترد على ما حدث بزرع القنابل بـِِِ (واشنطن ) مثلما فعل الأيرلنديين، بل توجهوا إلى المحكمة الدولية التي حكمت لصالحهم، وأمرت الولايات المتحدة بالكفّ عن أعمالها الوحشية، إلَّا أن الولايات المتحدة رفضت تنفيذ الحكم، وردت عليه بإعادة الهجوم، وهنا لجأت (نِيْكَاراغْوا ) إلى مجلس الأمن، الذي درس قرارًا يدعوا فيه بالتزام الدول كافة إلى احترام القانون الدولي؛ فأوقفته الولايات المتحدة وحدها باستخدام (الفيتو )، وهذه هي الطريقة التي تتبعها الولايات المتحدة، ولن يوقفها أحد.

3- تغطية وسائل الإعلام، وأُكذوبة العولمة والكراهية
4- جرائم (أمريكا )
5- انقلاب العمل الشيطاني على صاحبه
6- ما هو هدف (ابن لادن ) إذا كان هو حقًا من خَطَّطَ لهذا الفعل؟
7- الولايات المتحدة الإرهابية، وتعريفها الخاص للإرهاب
8- الإبادة غير المسلحة: الموت الصامت