ملخص كتاب الكلمات وتأثيرها على العقل
المصدر : مهارات النجاح
الملخص
الفصل الأول:
طريقة جديدة للتحدث:
بالرغم من أنَّ هبة اللغة قد ولدت معنا، إلا أنَّنا نفتقد إلى المهارة عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع الآخرين، فنحن غالباً ما نختار كلماتنا دون تفكير، غافلين عن التأثيرات العاطفية لهذه الكلمات على الآخرين.
نحن نتكلم أكثر مما ينبغي، ولا نحسن الاستماع، وغالباً ما نعجز عن الانتباه إلى المعاني الدقيقة التي تنقلها تعابير الوجه وإيماءات الجسد، ونبرة وإيقاعات الصوت.
إنَّ عناصر التواصل هي في الغالب أكثر أهمية من الكلمات التي نقولها فعلياً. إليكم العناصر الـ 12 للتواصل العاطفي:
استرخِ.
ابقَ حاضراً (في اللحظة الحالية).
شجع الصمت الداخلي.
زد الإيجابية.
تأمل قيمك الأعمق.
حاول الوصول إلى ذكرى سارة.
راقب التلميحات غير اللفظية.
أظهر التقدير.
تكلم بحرارة.
تكلم ببطء.
تكلم بإيجاز.
استمع بعمق.
يمكن لهذه الاستراتيجيات أن تحسن الذاكرة والمعرفة في الوقت الذي تقلل فيه الإجهاد، والقلق، وسرعة الإنفعال، وممارسة هذه الاستراتيجيات على أساس يومي تجعل ثقة الفرد بنفسه ورضاه عن حياته، ينموان بطرائق يمكن قياسها.
الإصغاء العميق:
يركز التواصل العاطفي على الإصغاء بقدر تركيزه على التكلم، ويتطلب الإصغاء الواعي أن ندرب عقولنا المشغولة على التركيز المستمر على ما يقوله الشخص الآخر، وعلى التلميحات غير اللفظية المنعكسة في صوت المتكلم، ووجهه، ولغة جسده.
إقرأ أيضاً: كيف تمارس الإصغاء الفعَّال؟ (دليلك خطوة بخطوة)
الإجهاد والتحول: لماذا تقاوم الأدمغة المُسنَّة الحيل الجديدة؟
يُعرقل الإجهاد الآليات العصبية التي تسيطر على إنتاج اللغة والقدرة على الفهم، فعندما نكون مُجهدين، تصبح الدوائر الفعالة في الدماغ الحوفي فعالة، وتصبح دوائر اللغة في الفص الجبهي أقل نشاطاً.
أظهرت دراسات التواصل أنَّ الإجهاد والتوتر يشدان عضلات الوجه بطرائق تزرع الشك في عقول أولئك الذين يراقبوننا، ومع ذلك، فإنَّ السلوك الهادىء يوحي بالانفتاح والثقة.
علمُ أعصاب التيقظ والتعاطف:
في سبعينيات القرن العشرين، تقدَّمت ممارسات التيقظ في المجتمع الطبي، وتعدُّ هذه الممارسات الآن واحدة من أكثر الطرائق فاعلية لتقليل الإجهاد وتحسين الصحة، وفي تسعينيات القرن العشرين بدأ التيقظ في تحويل عالم العلاج النفسي بالبقاء مسترخين بعمق ومراقبين لمشاعر وأفكار المرضى؛ حيث تمكنوا من تقليل قلقهم، واكتئابهم، ونزقهم، ولم يكن عليهم فعل أي شيء غير مراقبة أنفسهم بتجرد (من دون ارتباط عاطفي).
التكلم بإيجاز وقانون الثلاثين ثانية:
عند التقيد بقانون الثلاثين ثانية، يتكيف الدماغ بسرعة عبر تجاهل المعلومات غير ذات الصلة، وهناك فائدة أخرى للتكلم بإيجاز، وهي إعاقة قدراتنا على إظهار العواطف السلبية.
فكر قبل أن تتكلم:
إنَّ الكلام بعفوية، ومن دون مراقبة، يمكن أن يُسبب أحياناً مشكلات للمستمع؛ لذا قبل أن تتكلم يجب أن تسأل نفسك هذا السؤال: هل يمكن للشخص الآخر أن يسمع فعلياً ما أنا على وشك قوله من دون أن ينزعج؟ إذا كانت إجابتك: ",لا",، أو حتى ",ربما",، سيكون عليك وضع وضع تلك الفكرة جانباً للحظة، أو كتابتها على ورقة، وفي وقتٍ لاحق قد يكون الشخص الآخر أكثر تقبلاً لما تريد أن تقوله، وستكون قادراً على التفكير في طرائق بديلة لإيصال رسالتك.
نسيان كيفية التعلم:
لكي نحسِّن مهاراتنا اللغوية، نحن بحاجة إلى فعل أربعة أشياء:
يجب علينا أولاً أن نميز قيود أساليب تواصلنا الشخصي.
يجب علينا أن نقاطع أنماط التحادث القديمة التي اعتدنا عليها.
نحن بحاجة إلى تجربة استراتيجيات تواصل جديدة لفترةٍ طويلة بما يكفي من أجل بناء دوائر عصبية جديدة للسلوك.
يجب أن نطبق هذه الاستراتيجيات الجديدة متى ما تحدثنا مع الآخرين.
شاهد بالفيديو: 6 عادات يمارسها الأشخاص الذين يتقنون التعلُّم
الفصل الثاني:
كلماتٍ مخيفة:
ترسل الكلمات الغاضبة رسائل إنذار خلال الدماغ، وتغلق جزئياً مراكز المنطق والتفكير الواقعة في الفصين الجبهيين، ولكن ماذا عن الكلمات المخيفة؛ مثل: الفقر، والمرض، والوحدة، والموت؟
تحفز هذه الكلمات أيضاً مراكز عديدة في الدماغ، ولكنَّ تأثيرها مختلف عن الكلمات السلبية، إذ إنَّ رد فعل المواجهة أو الهروب المُستحث بواسطة اللوزة يجعلنا نبدأ بتخيل نتائج سلبية، ثم يشرع الدماغ في التدرُّب على استراتيجيات معاكسة محتملة، قد تحدث، أو قد لا تحدث في المستقبل؛ بتعبيرٍ آخر: نحن نرهق أدمغتنا بإمعان التفكير بخيالاتٍ مخيفة.
إيجابية متنامية:
يمكن لكلماتٍ إيجابيةٍ معينة مثل: السلام، أو الحب، أن تمتلك فعلياً القوة لتغيير تعبير الجينات في كامل أنحاء الدماغ والجسم، بطريقة تشغلها أو توقفها بطرائق تخفض مقدار الإجهاد الفيزيائي والعاطفي الذي نختبره عادةً طول اليوم، ولكن بالنسبة للأطفال فإنَّ هذه الأنواع من الكلمات لا يمكن استيعابها بأدمغتهم التي لم يكتمل نموها بعد.
قوة كلمة نعم:
ماذا عن قوة كلمة نعم؟ باستخدام تكنولوجيا مسح الدماغ، لدينا الآن فكرة جيدة عما يحدث عندما نسمع كلمات وعبارات إيجابية.
لا تشكل الكلمات الإيجابية تهديداً لبقائنا، ولهذا فإنَّ دماغنا ليس بحاجة إلى أن يستجيب لها بالسرعة نفسها التي يستجيب بها لكلمة لا. إنَّ التفكير الإيجابي ضروري لتطوير علاقات مزدهرة وإنتاجية في العمل.
يمكن للكلمات أن تغير جيناتك:
يمكن لكلماتٍ إيجابية معينة، إذا رُكِزَ عليها لمدة 10 إلى 20 دقيقة يومياً، أن تؤثر في التعبير الجيني في دماغك، حيث اكتشف فريق الدكتور هربرت بنسون في مستشفى ماساشيوستس العام أنَّ تكرار كلمات ذات معنى للشخص الذي يكررها يمكن أن يشغَل فعلياً جينات تقليل الإجهاد، ولكن يجب عليك البقاء في حالة من الاسترخاء العميق.
هل يمكن للكلمات غير المحسوسة أن تؤثر في السلوك؟
يمكن للكلمات والعبارات المكررة بصوتٍ منخفض بالكاد يمكننا سماعه أن تتيح تغيرات دقيقة في المزاج، حيث تحفز الكلمات السلبية القلق، بينما بإمكان الكلمات الإيجابية أن تخفضه، ولكن الدراسات تُظهر بصورة ثابتة أنَّ الدماغ يولي انتباهاً أكبر للكلمات السلبية، حتى لو لم نكن مدركين أنَّنا سمعناها، ومن الناحية الإيجابية يمكن استخدام الرسائل غير المحسوسة لتحفيزنا على القيام بعملٍ أفضل.
تحويل الواقع:
من خلال الاحتفاظ بفكرة إيجابية أو تفاؤلية في ذهنك، أنت تحفز نشاط الفص الجبهي.
تشتمل هذه المنطقة على مراكز اللغة التي تتصل مباشرةً بالقشرة الحركية المسؤولة عن دفعك للقيام بفعل، وتبدأ وظيفة الفص الجداري بالتغير، وهذا يغير إدراكك لنفسك وللناس الذين تتفاعل معهم.
ستؤدي نظرتك الإيجابية بشأن نفسك إلى جعلك ترى الأشياء الجيدة في الآخرين، بينما ستجعلك النظرة السلبية تجاه نفسك تميل نحو الشك والارتياب، ومع مرور الوقت سيتغير تركيب المهاد، وهذا سيؤثر في طريقة إدراكك للواقع.
منع التأملات السلبية:
من أجل إضعاف التأملات السلبية يوصيك ",روبرت ليهي",، وهو بروفيسور سريري في علم النفس في كلية طب ",ويل كورنيل",، بالنصائح الآتية:
اسأل نفسك إن كان التفكير السلبي قد ساعدك أبداً في الماضي، عادةً ما تكون الإجابة لا.
دوِّن سلبيتك، ثم ضع الورقة جانباً، ولاحقاً عندما تنظر إليها، لن تبدو المشكلة كبيرة بالقدر نفسه.
اسأل نفسك إن كانت المشكلة حقيقية أو خيالية، هل هي جزء من الحاضر، أو جزء من الماضي، تقبل الماضي ودعه يذهب.
بدلاً من التركيز على مشكلتك، ركز على هدفٍ حالي يمكنك إنجازه.
تقبل حقيقة أنَّ العديد من المشاكل هي بغيضة، وصعبة، وجائرة، وأنَّ بعضها لا يمكن أن يُحل.
خذ فرصة وركز على شيءٍ ممتعٍ لتفعله.
تدبُر كلماتنا:
الخطوة الأولى هي أن نميز أنَّ لدينا أفكاراً سلبية تتدفق من دون وعي عبر أذهاننا، ومع ذلك فإنَّ كل ما علينا فعله هو أن نحول إدراكنا إلى الباطن، وأن نتنبه جيداً إلى عمليات الدماغ المشغول.
لا يجب علينا أن نفعل أي شيء نراه أو نسمعه، يجب علينا فقط أن نراقب من دون حُكم، التغيرات اللحظية لأفكارنا ومشاعرنا وأحاسيسنا؛ هذا هو التعريف الاصطلاحي للتيقظ، وهو أداة هامة جداً عندما يتعلق الأمر بتغيير الطريقة التي نفكر فيها ونشعر بها.
إقرأ أيضاً: 6 طرق للتخلص من التفكير السلبي لتكون أكثر نجاحاً
الفصل الثالث:
أين تبدأ اللغة؟
من المنصف أن نقول إنَّ اللغة قد تبدأ في لحظة الحمل، عندما تبدأ جديلتان من الحمض النووي الريبي منقوص الأوكسجين (DNA) بالتفاعل إحداهما مع الأخرى، بينما تنقسم الخلايا الجنينة إلى خلايا أخرى، تبدأ الخلايا بالتجمع معاً في مجتمعاتٍ متخصصة، وتستخدم أنظمتها اللغوية لتنسيق نشاطها، وبينما يتطور الكائن الحي ليصبح أكثر تعقيداً، وتتخذ مجتمعات خلوية مختلفة أدواراً مختلفة.
وفي الوقت نفسه الذي ينسق فيه الدماغ الاتصال في عالمه الداخلي، يجب عليه أيضاً أن يتعلم كيفية الاتصال بشكلٍ فعال مع أدمغة أخرى نشأت في بيئاتٍ مختلفة.
تطور الكلام:
يُتحكَّم بالإيماءات بواسطة أقدم التراكيب في الدماغ، وهو ما يفسر السبب وراء أنَّ الإيماء شكلٌ مشتركٌ من التواصل في كامل المملكة الحيوانية.
نحن نختلف عن الحيوانات في أنَّنا نستطيع فعلياً أن نطور حركات دقيقة أكثر في أصابعنا، ووجوهنا، وأصواتنا، وهذا التطور في اللغة والدماغ يمنحنا القدرة على التكلم بدقةٍ كبيرة، كلما تكلمنا وكتبنا أكثر، زدنا بذلك من قوة الاتصالات اللغوية في دماغنا.
لا تكن أصم لنبرة الصوت عندما تتكلم:
مثل لغة الجسد، يُعدُّ تغيير مقام الصوت عاملاً أساسياً أيضاً في نقل رسالة بطريقةٍ مقنعة، وذات معنى، ويشير الباحثون في جامعة إموري إلى أنَّ نبرة الصوت -وتعني الطبقة والعلو وسرعة الإيقاع والإيقاع- هي التي ستنقل غالباً معلومات أكثر فائدة من الكلمات نفسها، وفي حال لم تُستخدم نبرة الصوت الملائمة، فقد ينتقل المعنى بشكلٍ خاطىء؛ ونتيجة لذلك ستكون الاستجابة من الطرف المقابل بطريقةٍ لم تقصدها.
تنقل التغيرات في مقام الصوت سياقاً عاطفياً، وهي فعالة جداً إلى حد أنَّها يمكن أن تغير الطريقة التي تُعزَز بها الكلمات والمعاني في الذاكرة، أي يجب الانتباه جيداً إلى كل عناصر التواصل، الكلمات، والنبرة، والتعبير الوجهي، والإيماءات، وغيرها من التلميحات الدقيقة.
الفصل الرابع:
الوعي والدماغ:
إنَّ الأطفال حديثي الولادة يُصبحون مدركين أنَّهم منفصلون عن الناس، أي يكون لديهم إحساس بالذات وبالآخر، ويكون لديهم إدراك بدائي أنَّهم بحاجة إلى الاتصال بالآخرين إن كانوا يريدون البقاء في هذا العالم؛ لذا يمارسون ذلك الإدراك من خلال أوتارهم الصوتية ولغة جسدهم، فهم يصرخون، ويبتسمون، ويلوحون بأذرعهم لنقل احتيياجاتهم الأساسية، كما أنَّهم يُظهرون نشاطاً عصبياً عفوياً يتوافق مع ما أسماه ويليام جيمس ",دفق الوعي",.
قيود الوعي اليومية:
عيَّن العلماء مستويات أو حالات عديدة من الوعي، ولكل واحد منها شبكات عصبية متميزة موزعة في أنحاء الدماغ، ولكن الشبكة التي أكثر ما تهمنا هنا هي الوعي اليومي؛ إذ إنَّ الوعي اليومي يتألف من كل الأفكار، والمشاعر، والإحساسات العادية التي نكون مدركين لها، كما أنَّ الوعي اليومي يعتمد على الذاكرة العاملة القصيرة الأمد، وهو العملية التي نستخدمها لتشكيل جملة ذات معنى ونقلها للآخرين.
ويمكن أن نحسن مهارات التواصل خاصتنا من خلال الوصفة التالي: (أبقِ جملك قصيرة، وتكلم ببطء لثلاثين ثانية أو أقل).
تحويل الكلام الداخلي السلبي:
ليس الكلام الداخلي سيئاً بالضرورة، فهو يساعدنا على تدبُّر التفاعلات العاطفية القوية، وتمنحنا القوة لتعديل السلوك غير الملائم، فإذا كنت تشعر بالتوتر، أو القلق، أو الإجهاد، يمكن للكلام الداخلي الإيجابي أن يساعدك على الإحساس بالهدوء، ولتحويل الكلام الداخلي السلبي إلى حديث نفس إيجابي، توصي ",سارا وايت", باتباع ما يلي:
راقب كلامك الداخلي واحتفظ بسجل أفكارك.
واجه ناقدك الداخلي وأعد كتابة نصوص مقيدة للذات.
استبدل الأفكار السلبية بحوار داخلي إيجابي.
ابحث عن المنحة والفرصة في كل عقبةٍ تواجهها.
ركز على إنجازاتك وليس على إخفاقاتك.
راجع وعزز وتدرب على حديثك الذاتي الجديد.
إقرأ أيضاً: 5 أنواع من الحديث مع النفس يُحبِّها العقل أكثر من غيرها
الفصل الخامس:
التعاون البشري والتجاوب (الرنين) العصبي:
باختصاره إلى أساسياته، يشتمل التواصل على النقل الدقيق للمعلومات من دماغٍ إلى آخر.
نحن نفعل هذا من خلال عملية التجاوب العصبي، ويحدث التعاون كلما استطعنا أن نحاكي النشاط العصبي في دماغ الشخص الآخر، فإذا راقبنا بتمعن وجه الشخص وإيماءاته ونبرة صوته، سيبدأ دماغنا بالتراصف مع دماغه، وهذا يتيح لنا أن نعرف بصورةٍ أتم ما يفكر ويشعر ويعتقد به الشخص الآخر، ووفقاً للباحثين في معهد ماكس بلانك للمعرفة البشرية والعلوم الدماغية، فإنَّ: ",الإشارات اليدوية ذات المعنى الرمزي يمكن غالباً أن تستخدم بنجاحٍ أكبر لنقل المقصد مقارنةً بالكلمات",.
تدريب دماغك على التواصل:
إذا أردت أن تزيد من قدرتك على التجاوب والتعاطف مع أحدهم، استخدم خيالك فقط، عندما يتكلم أحدهم تخيل أنك هو، فتصور نفسك عقلياً في الوضع الذي يصفه، وأضف قدر ما يمكنك من التفاصيل كما لو كنت فعلياً هناك، وفقاً للباحثين في جامعة شيكاغو، يتيح هذا الشكل من المحاكاة العقلية لدماغك أن يبني فهماً أفضل للشخص الآخر، ولا يهم حتى وإن كان تخيلك دقيقاً.
قوانين التفاعل الاجتماعية (الغضب لا يؤدي أبداً إلى نتيجة):
في العلاقات الشخصية، نادراً ما يؤدي العقاب لنتيجة؛ سواء كان هذا العقاب بشكل غضب، أو انتقاد، أو إبداء للرأي، ولكن يبدو أنَّ الدماغ يعمل بطريقةٍ فطرية عندما يتعلق الأمر بخيبة الأمل، وإذا لم نحصل على ما نريده يُحفَّز مركز الغضب في دماغنا؛ لذلك فإنَّ أفضل حل هو مقاطعة السلبية وتوليد فكر تعاطفي لأنفسنا، والوضع، والآخرين.
الفصل السادس:
الأمانة والغش:
نحن بحاجة إلى أن ننظر في وجه الشخص لتقييم ما إذا كان جديراً بثقتنا، ولكن في اللحظة التي يدرك فيها المرء أنَّ أحدهم ينظر إليه، ينتقل الدماغ إلى حالةٍ وجيزةٍ من القلق والتيقظ من أجل أن يقيم ما إذا كان الشخص صديقاً أو عدواً، وهذا يطرح مشكلة عندما يتعلق الأمر بالانطباعات الأولى، فالانطباعات الأولى يمكن أن تزودنا فقط بتلميح حول شخصية المرء ونزاهته.
هناك تجارب أظهرت أنَّ الناس تزيد مستوياتهم من الأمانة والتعاون عندما يظنون أنهم مراقبون، ولكن عندما يأمنون المراقبة يكون من شأنهم أن يتصرفوا بأنانيةٍ أكبر، وبخداعٍ وغشٍّ أكبر.
لغة العيون:
يُعدُّ الاتصال البصري عنصراً رئيساً في المعرفة الاجتماعية، والجميع -من الولادة إلى الموت- يعتمد عليه من أجل مساعدته على قراءة الحالة العاطفية للآخرين، وبالنسبة إلى الطفل الرضيع يعبِّر التحديق عن التطور العصبي للدماغ، فهو يعزز المعرفة، والانتباه، والذاكرة، ويساعد على تنظيم العواطف.
يشير الاتصال البصري المستديم إلى تفاعل اقتراب في دماغ الشخص الآخر، مخبراً إياه أنَّك مهتم بالتواصل اجتماعياً معه.
لغة الشفاه:
عند تطوير ثقة تعاطفية مع الآخرين، تخبرنا العينان جزءاً فقط من القصة، فالتعبير الوجهي الرئيس الآخر يتعلق بالفم؛ إذ إنَّ تقطيب في الشفتين سينقل رسالة حزن أو ازدراء، يُنقل الخوف في الدرجة الأولى بواسطة عضلات العينين، ولكن أصغر ابتسامة يمكن أن تنقل عصبياً شعوراً بالسلام، والاطمئنان، والرضا.
لغة الحزن:
عندما يتعلق الأمر بإحداث تجاوب عصبي متبادل بين شخصين، فالتعبير الوجهي الأقوى هو الحزن، وكلما كان تعبير الألم والمعاناة ظاهراً أكثر على وجه الشخص، ازداد تحفيز دوائر التعاطف في دماغنا، ولكن إظهار الحزن أمام شخصٍ آخر يُشعر المرء غالباً بالانهزام؛ لذا فإنَّ معظمنا يُخفي ألمه باصطناع تعبيرٍ غاضب؛ لكنَّها استراتيجيةٌ سيئة؛ لأنَّ الغضب يولد مزيداً من الحِدة، وهذا بدوره سيؤدي إلى المزيد من الخلاف، ولهذا سيكون من مصلحتنا دوماً أن ننقل مشاعرنا الخاصة بالحزن والألم، وأن نكبح رغبتنا المُلِّحة في إظهار الغضب.
الفصل السابع (القيم الداخلية):
ما الذي تعنيه كلمة قيمة بالضبط؟
تتشكل القيم الداخلية من خلال التأثيرات الوراثية والبيئية، وتعدُّ أساسية لتزويد حياتنا بالمعنى الهدف، فمن دونها، نكون أكثر ميلاً لاظهار سلوك لا اجتماعي (نفور من الاختلاط بالآخرين)، وعلى نحوٍ مُثيرٍ للاهتمام، تنشطُ القيم المختلفة تراكيب مختلفة ضمن الدماغ، وقد أظهرت الأبحاث أنَّ الناس المختلفين عنا في قيمهم الثقافية يُنشِّطون مناطق مختلفة في القشرة البصرية، وقد يرون العالم فعلياً بطريقة مختلفة جذرياً.
القيم الداخلية في العلاقات الشخصية:
عندما يبوح الناس بعضهم لبعض بقيمهم الشخصية، وقيمهم الخاصة بالعلاقات، وتلك الخاصة بالتواصل قبل مناقشة قضية صعبة، فإنَّ الجميع يكون أكثر ميلاً لأن يبقى مركزاً، وهادئاً.
عاطفياً، لقد ثبُت أنَّ مناقشاتٍ كهذه هي مفيدة تحديداً في تحسين التواصل في استشارات الأزواج، لأنَّها تقضي على مشاعر الغضب، وعدم الثقة، والازدراء قبل البدء بالحوار.
الفصل الثامن:
12 خطوة نحو المودة، والتعاون، والثقة:
هي التكلم بإيجاز وببطء والاستماع بعمق وإظهار التقدير والبقاء إيجابياً، ومراقبة كلامنا الداخلي وتشجيع الصمت الداخلي ودراسة تعابير الشخص الآخر الوجهية، وإيماءاته الجسدية، والتغيرات في طبقة صوته ومحاكاتها لبناء تجاوب عصبي، والتركيز على قيمك الداخلية وتطبيقها في كل محادثة، بينما تبقى مسترخياً وحاضراً قدر الإمكان، هذه العناصر التي يجب أن تشملها في حياتك إذا أردت بناء علاقات مثمرة، وذات معنى، وجديرة بالثقة، وطويلة الأمد مع الآخرين، إذا تجاهلت أياً منها، فإنَّ الأبحاث تُظهر أنَّ تواصلك سيكون رديئاً وسيزداد احتمال تصادمك مع الآخرين.
الفصل التاسع:
التواصل التعاطفي مع الغرباء:
بالنسبة إلى معظم الناس فإنَّ فكرة إظهار الكثير جداً من المودة لأناس بالكاد نعرفهم تبدو فكرة طائشة، ومع ذلك، تُظهر الأبحاث أنَّ التكلم بمودة مع شخصٍ لا تعرفه يؤدي فعلياً إلى خفض الإجهاد، ويحسن صحة القلب والأوعية الدموية.
إقرأ أيضاً: كيف تتحدث مع الغرباء دون الشعور بالإحراج؟
الفصل العاشر:
ما الذي يجعل العلاقات تزدهر:
تعدُّ الثقة أحد أهم العناصر في أي علاقة لأنَّها يمكن أن تتوقع بنجاح العلاقة أو إخفاقها، فإذا كنت تثق بشريك حياتك، فإنَّ علاقتكما ستزدهر، أما إذا لم تكن تثق فيه، فمصير علاقتكما الإخفاق.
يؤدي نقص الثقة إلى الصِّدام، والصِّدام يقود إلى ما يسميه علماء النفس قلق الارتباط، فعندما تكثر الشجارات والخلافات العاطفية، يجد الناس صعوبة في الشعور بالأمان العاطفي.
كلمات الحب وكلمات البغض:
يمكنك أن تقيس فعلياً مدى استقرار علاقتك بِشرِيك حياتك بعد الكلمات العاطفية الإيجابية والسلبية المستخدمة في الحياة اليومية، ومن النصائح التي يجب أن تأخذها بالحسبان: تجنُّب الكلمات العدائية عندما تكون مُحاطاً بأناسٍ سريعي التأثر عاطفياً، حيث يمكن لهذا أن يجعلهم يتصرفون بعنفٍ فيزيائي وعاطفي.
الفصل الحادي عشر:
التواصل التعاطفي في مكان العمل:
يُعدُّ التواصل التعاطفي في مكان العمل حاسماً للنجاح الفردي وللنجاح الإجمالي للشركة، وهو يبدأ في اللحظة التي ينظر فيها شخصان أحدهما إلى الآخر، فللانطباعات الأولى أهميتها في مكان العمل، حيث وجدت دراسة أنَّ المرء يستطيع أن يكتشف بالنظر إلى وجه المدير التنفيذي للشركة، ما إذا كان المدير جديراً بالثقة، ومتمتعاً بمهاراتِ قيادةٍ قوية، وناجحاً من الناحية المالية في السيطرة على الشركة.
إقرأ أيضاً: التعاطف في العمل، تنمية المهارات لفهم الآخرين
الفصل الحادي عشر:
البدء من الصغر:
تدعم معظم الأبحاث فكرة أنَّ أدمغتنا تتأثر بشدة بالبيئة التي ننشأ فيها، إذ تُظهر الأبحاث أنَّه كلما حُفِّزَ الدماغ أكثر، من خلال التفاعلات العاطفية مع الآخرين، فإنَّ اتصالاتنا العصبونية تنمو أكثر، لهذا يبدو منطقياً أنَّه إذا استطعنا أن ندخل أطفالنا في هذه المراحل العمرية المبكرة في الكثير من التحادثات التعاطفية، فسيطورون مهارات تواصل أفضل منذ الصغر.
ختاماً:
عندما نغير كلماتنا نحن نغير دماغنا، وعندما نغير دماغنا، نحن نغير طريقة ارتباطنا بالآخرين، وفهمنا لهم، الخيار لنا: هل نختار أن ننشر السلبية بكلماتنا، أو هل نختار أن ننمي الرأفة، والتعاون، والثقة؟
كتب اخرى للمؤلف
كتب فى نفس التصنيف