الرئيسية

/ برهان غليون

/

/ المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات

المصدر : إنجز كتاب

الملخص

يتناول الكاتب سبب الخلافات الطائفية في المجتمعات العربية، وطريقة تعامل الدولة معها. هل السبب حقًا هو التعددية وكثرة المذاهب والأعراق التي تشكل المجتمع؟ هل كان لابد لنا أن ننتمي إلى فئة واحدة حتى تتوقف الصراعات؟ أم أن غياب دولة المواطنة والمساواة بين الجميع على اختلاف الدين أو العرق أو المذهب هو سبب مثل تلك النزاعات الطائفية؟

1- الأقليات: فيم تختلف؟ وهل يمكن دمجها في المجتمع؟ وهل يمكن أن تختفي؟
هل تختلف الأقليات فيما بينها؟ وإلى ماذا قد تهدف الأقلية؟

إنَّ معنى الأقلية لا يتطابق في كل زمان؛ إذ يأتي دائمًا من الظرف التاريخي الذي يعطيه أبعاده الاجتماعية التي يمكن أن تتراوح بين المطالبة بالمساواة والدعوة إلى الاستقلال وتكوين دولة منفصلة.

هل الأقليات وليدة مجتمعات بعينها، أم أنَّها من الطبيعي أن تتواجد في جميع المجتمعات؟

في الواقع، إنَّ كل المجتمعات مكونة من أقليات، أي من جماعات متعددة ومتميزة عن بعضها، سواء أكانت هذه الجماعات اجتماعية أم مهنية أم جغرافية أم قومية. وهذه الجماعات ليست على المستوى ذاته من القوة أو النفوذ.

كيف يمكن دمج الأقليات داخل المجتمع؟

يساهم التوسع الاقتصادي والثقافي للنظام الاجتماعي في تطوير حركة الاستيعاب والاندماج القومي؛ فيخلق فرصة وجود نموذج حياة واحدة لدى مختلف الجماعات التي تبدأ بشكل تدريجي في فقدان انغلاقها على نفسها، وتميل إلى الاندماج في الجماعات الجديدة التي تنشأ من تقسيم المجتمع بشكلٍ طبقي بدلًا من التقسيمات الطائفية، وبالتالي يحدث الاندماج الاجتماعي وينشأ نظام مستقر.

هل يمكن أن تختفي الأقليات بعد دمجها في المجتمع؟

حتى الأمم شديدة الاندماج تحتفظ بالعصبيات والأقليات النامية داخل المجتمع المدني، التي لا تؤدي دورًا كبيرًا في الأوقات الطبيعية، ولكنها تهدد بالظهور في كل مرة تبرز فيها أزمة النظام عند تدهور التوازن المادي والاقتصادي.

كيف يمكن أن يتحول النظام القائم إلى نظام طائفي؟

عندما تتحول الجماعة القومية الكبرى الأغلبية إلى طائفة، وتسلك سلوك الطائفة -بعد أن كانت تسلك تجاه أعضائها وتجاه الجماعات الأخرى -سلوك الأمة؛ عندئذٍ ينشأ النظام الطائفي القائم على الغش المتبادل في السياسة والدين، والذي يُخفي حربًا كامنة تميل إلى الاندلاع كلما اشتدت أزمة النظام.

2- الأقلية في المجتمع العربي: هل هي دينية فقط؟ وما مدى هشاشة وحدة المجتمع؟
بالنظر إلى التاريخ الإسلامي، هل اُعتُبِرَ المجتمع الإسلامي أحادي العقيدة؟

بعكس التصور المبسَّط والسطحي عن التاريخ الإسلامي، لم يكن المجتمع الإسلامي في أي مرحلة من مراحله أحادي العقيدة ؛ فلم تمثل الأقليات الدينية في أي حقبة مشكلة داخل الدولة الإسلامية، ولكن المشكلة الكبرى كانت تتمثل في النزاعات بين المذاهب الإسلامية ذاتها من أجل الوصول للسلطة.

كيف تعتبر وحدة التشكيلة الاجتماعية التقليدية في المجتمعات العربية هشة نسبيًا؟

بالنظر إلى متطلبات المجتمع العصري القائم على علاقات تُنكر تدخل الدين في السياسة، وتقيم الوحدة القومية على أساس مخالف لوحدة العقيدة؛ فإنَّ الوحدة داخل المجتمعات العربية تُعد هشة نسبيًا. فالوحدة هنا تقوم على أساس الانتماء إلى مثال واحد مشترك، ومن لايتفق معه يخرج من الجماعة أو يخضع لقوانين الأغلبية، والتي هي -في المجتمعات العربية- أغلبية دينية ثابتة وغير قابلة للتغير. بينما الأغلبية السياسية في الأنظمة الحديثة ممكنة التغير ما دامت لا تقوم على الاعتقاد.

على سبيل المثال: إذا كان من غير الممكن للأقلية أن تصبح أغلبية في الدول الإسلامية، يمكن للاشتراكية أن تصبح أغلبية سياسية في النظام الليبرالي الحديث.

هل تقتصر الأقليات في المجتمعات العربية على الأقليات الدينية؟ أم أنها تتجاوز ذلك؟

إنَّ مسألة الأقليات في المجتمعات العربية لا تقتصر على مشكلات الأقليات الدينية؛ فهناك أقليات أقوامية تطرح مشكلات لا يمكن حلها في إطار السياسة العربية الحالية، بل تتجاوز ما تطرحه الأقليات الدينية من مشكلات، مثل: الأكراد والأقليات في جنوب السودان.

3- العصبية الدينية: ما بين الإبعاد عن السياسة ومحاولات العودة
4- مقارنة بين التحديث السياسي في أوروبا وفي الشرق
5- الطائفية: مفهومها وكيفية القضاء على العصبيات والنزاعات
6- الإجماع السياسي والثقافي: هل من رابط بينهما وبين مشكلة الأقليات؟